فوائد من محاضرة مجلس الدعوة الأول: شأن الأسر وتقويمه بالاتصال بالملأ الأعلى والصديقين

فوائد من محاضرة: شأن الأسر وتقويمه بالاتصال بالملأ الأعلى والصديقين
للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، في المجلس الأول من مجالس الدعوة إلى الله في شعب النبي هود عليه السلام ، ليلة الأربعاء 6 شعبان 1446هـ
لتحميل المحاضرة مكتوبة (نسخة إلكترونية pdf):
ألا قوموا بأمرِ الله وتجنَّدوا لله في مهمَّاتِكم في الأُسَر، وتربيتكم أنفسِكم وتربيةِ مَن حواليكم، أسرار التربيةِ مكنوزةٌ في ذات المربِّي الأكبر الذي سمَّاه الله محمدًا ﷺ، ثم انتشرَت فما كان أعظم حظًّا منها مِن الأنبياء والمرسلين، فهم المؤتمَنون على التزكية من قِبَلِ الخلاق الذي يُزكِّي مَن يشاء، ثم سَرَت من الأنبياء على يدَ وَرَثتِهم وعلى درجات، ولا بدَّ مِن الاتصال بهم لننال هذه التربيةِ وحقيقتِها، نوَّرَنا الله وربَّانا، وزكَّى قلوبَنا ونفوسَنا وطهَّرَها.
قال ﷺ: "تزوَّجوا الولود الودود فإني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة"؛ صلاح أسركم مُتّصِل بحوضي والورود على حوضي، فهو ﷺ حاضر مع كل أسرة صالحة بمعانٍ كثيرة، وهم على قدر صلاحهم حاضرون معه؛ في سننه وآدابه وتعليماته وتعلُّق قلوبهم به.

من تعلّقت قلوبهم بالنبي ﷺ صعب على الشيطان حرف قلوبهم للتعلق بالصور الخبيثة والوسائل الساقطة، والبرامج المُنحطة والكلمات القبيحة السيئة، ودعوات أعداء الله وأعداء رسوله، التي يسمح بعض المسلمين وهو يدّعي محبة الحبيب الأمين ﷺ أن تدخل إلى بيته وإلى أسرته وإلى زوجته وإلى أبنائه وبناته، في غفلة أو سكرة أو ذهول أو تراخٍ أو تغافل أو تكاسل أو إهمال أو تساهل، وبأي منها وصل السوء إلى محيطه فلا عذر له، وما كان ينبغي أن يُبرِّر لنفسه مُبرّرات يُضيّع فيها حق الله في رعاية ما يدور في الأسرة!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)
والمعنى: يا من آمنتم بي: سُدُّوا قوى دُخُول الظُّلمات لعدوكم إبليس وجُنده من شياطين الإنس والجن عن حِمَى وحَرَم أسركم ودياركم؛ فإني أُرسِل إلى منازلكم ودياركم ملائكةً لي مُقرَّبين يُعينونكم على القيام بأمري إذا أطعتم واتّبعتم رسولي، بالسنة من سننه أكفّ عنكم كيد إبليس وجنده؛ إن أحدكم إذا ذكر اسمي عند دخول بيته مَنَعْتُ قرينه من الشياطين ومن معه أن يبيتوا تلك الليلة في ذلك البيت.

يا ربِّ، وردنا مقتدين ومهتدين بهديِ نبيِّك الأمين وعبادِك الصالحين، مؤمنين موقنين مُوحِّدين، سائلين منك أن تنظرَ إلى هذه القلوب فتُطهِّرَها، وقلوب مَن يسمعُنا، وقلوبَ مَن يواليِنا، وقلوبَ مَن في ديارِنا وديارِهم، ومَن في بيوتنا وبيوتهم، ومَن في قراباتنا وقراباتهم، ومَن في جيرتِنا وجيرتِهم.

___
للاستماع والمشاهدة، أو قراءة المحاضرة مكتوبة:
مقطع من المحاضرة: "وقد مددت يدي" Extend your hands. Ku Ulurkan Tanganku - English & Indonesian Subtitles
08 شَعبان 1446