(228)
(536)
(574)
(311)
فوائد من محاضرة : دقائق مِن حقائق تلبيس إبليس وجنده ونيْلهم مِن مُجتمعات المسلمين وناشِئَتهِم تدليساً وعكساً للحقائق، وضرورة التحصُّن بإرادة الله ورسوله والدار الآخرة
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في #جلسة_الجمعة الشهرية الـ32، في ساحة مسجد الزهرة، في حارة النويدرة، بمدينة تريم
ليلة السبت 17 ربيع الثاني 1444هـ
- إنّ مِن أهمّ المُهمات لمن آمن بالله ورسوله واليوم الآخر أن تتمكّن في قلبه إرادة الله ورسوله والدار الآخرة، وهذه الإرادة إذا تمكّنت مِن القلب حملت هذا الإنسان على تصفية الجَنان عن مختلف الأدران، وعلى الإحسان والإتقان فيما يقوم به من فعل وترك، يُحسن الفعل لكلِّ ما أحبّه خلّاقه استعداداً للقائه، ويُحسن الترك والرفض والاجتناب لما كرهه إلهه سبحانه وتعالى خوفاً منه ومن المصير إليه أن يلقاه وهو ساخط عليه.
- هذه حقيقة الإيمان التي تُقيم المؤمن والمؤمنة في هذه الدنيا على مسلك قويم صحيح محرَّرٍ فيه أحسن التحرير مِن أن يؤسر ويصبح أسيراً لإبليس في شيءٍ من نقاطه، وله نقاط يأسُر فيها كل من انطوت عليهم الحيلة وكلّ من قبلوا كذبه وتضليله، ثم يقول لهم في الأخير: (إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ)
- هذا التحرُّر يقتضي صحة الفهم والوعي والإدراك في انكشاف الحقيقة، وانكشاف التلبيس والتدليس والكذب والخداع والمكر الذي يَحوكه إبليس لِيضُرّ العباد، والذي يُزيِّن لهم كثيراً من القبائح، والذي يستثير فيهم الشهوات ويستعين بالأنفس وشهواتها للملذّات الحقيرة الفانية، ويقلب الحقائق ويعكس في القضايا فهو الكذوب.. هو الكذوب وهو الضلول وهو الفاجر الذي فُسِح له المجال في الإغواء إلى حدود واسعة اختباراً من الله لعباده، أشار إليها الحق لما ذكر عن عدو الله إبليس عدونا أجمعين.. أنه قال عن آدم:
(لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)
- يجب أن نُدرك مهمتنا الكبيرة في الحياة، فإن هذه الإيهامات والتضليلات والتلبيسات شغل جُند إبليس بمختلف طوائفهم وبمختلف فسادهم في الحياة، منهم طوائف الله حدثنا عنهم في القرآن: (يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ)، والطوائف الذين يتبعون الشهوات وإبليس يوقعهم في هذا الفخ ويوقفهم على نقطة الشهوات هذه ونشرها، يتفنّنون في إرسال الصور المُلفِتة للنظر، المُحركة للعاطفة، الباعثة للغريزة، الآسِرة للناظر إليها.. حتى يتبعها ويتابع التي بعدها والتي بعدها، وما عاد يقدر يتخلص منها بسهولة، ويعملون طرق من خلال دراسة نفس الانسان والمؤثِّرات عليه.
- من أجل الحِصن يقول لنا صلى الله عليه وسلم في كلامه: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" لا تُصدقّون هذا وهذا.. إن بغيت الإيمان والسلامة خلِّ الهوا تبع لهنا، تعال إلى عند الحبيب صلى الله عليه وسلم، وليكن هوانا: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)
- والله الذي أنزل القرآن ويعلم ما سيكون من كل ذرة في الوجود إلى أن تقوم الساعة ما أحوج الناس أنه في عصر من العصور محمد ما عاد ينفع ولا بلاغه ما عاد ينفع بيجيب لهم كلام ثاني ولا نبي ثاني.. هو هذا هو الأصلح الأنفع إلى أن تقوم الساعة، لا شيء أصلح مما بُعث به محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل إلى أن تقوم الساعة.
للاستماع والمشاهدة:
27 جمادى الآخر 1444