فوائد من تفسير سورة الشورى - 12 - دروس إيمانية في الصبر والشكر
22- اقرأ: الدرس الثاني والعشرون من دروس التفسير في رمضان:
ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع نعم الدنيا؟ وكيف يمكن أن تكون الأموال والأولاد سببًا للتقرب إلى الله تعالى؟
#تفسير سورة الشورى -12- من قوله تعالى: { وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)} إلى الآية 36
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح الأحد 23 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/3flAwtB4-Nk
فوائد من الدرس:
(وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ)؛ الكُلُّ في قَبضته؛ يُحيي من يشاء ويُميت من يشاء، ويُقدم من يشاء ويُؤَخر من يشاء، ويُوَلّي المُلك من يشاء وينزع المُلك مِمن يشاء، ويُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء، وما أحد منهم يستطيع أن يَخرُج عن قبضة الله وعن مُراده فيه.
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) أي: لِكُل مؤمن، لأن الإيمان صبرٌ وشُكر، فكل مؤمن صبّار شكور يعتبر ويُحسنُ النظر في هذه الآيات، ويوقن بعظمة مُكوّنها ومبدعها جل جلاله والمُتَصَرِّف فيها.
- - على قدر حظ الإنسان من الصبر والشكر يكون له حظ من العقل، وحظ من إدراك الأشياء على ما هي عليه؛ الذي هو العلم، العلم إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع.
- - من لم يُحسن استعمال الصبر ولم يكن صبارًا، ولم يقم بحق الشكر ولم يكن شكورًا، فلا حظ له في المعرفة، ولا في إدراك الحقيقة، ولا في حقائق العلم.
(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ)؛ يخاصمون في آياتنا، ويردون على نبينا وعلى أتباع النبي ﷺ، سيعلمون ويوقنون أن (مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ) ما لهم منقذ، ما لهم مخرج، ما لهم مرجع، ما لهم ملجأ، وأن كل ما يعتمدون عليه رَاح هباء، ولم يبقى إلا الله جل جلاله؛ ويعلمون أن كل ما كانوا عليه من الجدال باطل وإثم.
(فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) كل ما نمدّكم به في هذه الحياة ونمتّعكم به هو متاع مُنقضٍ زائل، فلا ينبغي أن تجعلوه الغاية ولا القصد ولا أن تنحصروا فيه!
كيف الطريق للاستفادة من الأشياء التي نؤتاها في الدنيا؟
- بواسطة الإيمان وعلم السلوك الذي بعث به الأنبياء، نتعامل مع الأشياء في الدنيا من أسماع وأبصار وقوى أوتيناها، أو أي مُتَعٍ جاءت من لباس أو طعام أو شراب، نتعامل معها تعامل العبيد مع السيد، مُطبّقين لمنهجه، ذاكرين له، موقنين أنه المنعم بها، ونصرفها فيما شرع وأحب.
(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ)، ما تقربكم من الله ولا ترفع قدركم؛ الذين يريدون الأولاد للمتعة في الدنيا أو للمناصرة على خصومة فهذا ما يبقى له شيء من منفعة الأولاد ولا من منفعة المال، والذي هو محل غرور المغترين بما أوتوا من الأموال ومن الأولاد.
(إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا):
- - هذا هو وماله وأولاده كله عدة؛ له النيات الصالحة وله التربية فيهم، وله التزوّد بهم للآخرة.
- - لا يغرهم مال ولا يرضون بالشبهة فضلا عن الحرام، وإذا تمكنوا منه أنفقوا في محله.
- - أموالهم تنفع وأولادهم يربونهم على تقوى ربهم، وعلى فهم دينهم، وعلى النصرة لخالقهم ولرسوله.
(قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؛
- - خسران الأهل يوم القيامة: بإهمال وَضعهم في الدّنيا، بعدم تَسيِيرهم في المسلك الذي أحبّه الخالق لهم، بجهلتهم بأمر دينهم، باتّباعهم على ما يُخالف الشرع، هذا الخُسْران.
المُكرَم مَن أطاع الله، والمُذَلّ المُهان مَن عصى الله، كائن ما كان، أفراد أو جماعات.
يقول بعض العارفين: مَا أَعَزَّت العِباد أَنْفُسها بِمِثْل طَاعة الله، وَلَا أَهَانَت أَنْفُسها بِمِثْل مَعْصية الله.
قال ﷺ: "أبى الله؛ أن لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِن الدنيا إلا وضعه"، لا إله إلا الله! والعزّة في الطّاعة والبرّ والتّقوى والقُرب من الله ونُعرَف بها، فقط، هذه أبديّة سرمديّة!
(قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)؛
كان بعض أهل الذّوق يقولون: هذه لمّا رَحمت أخوانها وحَرَصت على مصلحتهم، أبقى الله كلامها في القرآن، لأنّ عندها رحمة وشفقة وحِرص على أصحابها أن لا يُؤذَوا؛ قال فهكذا شأن الذي يحرص على النّاس تكون له منزلة عند الله؛ هذه نملة ونُقِلَ خَبَرُها في القرآن.
نص الدرس مكتوب:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #تريم #درس_الفجر #درس_التفسير #القرآن #تفسير_القرآن #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
21 شوّال 1446