فوائد من تفسير سورة الزخرف - 7 - مفاتيح العبودية لله

اقرأ: الدرس السابع من دروس التفسير في رمضان:

كيف سيكون العالم عندما ينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان؟ ما هي "العبودية" التي افتخر بها جميع الأنبياء؟

تفسير سورة الزخرف -07- من قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} إلى الآية 65

للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح الجمعة 7 رمضان 1446هـ

 للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً 

https://omr.to/q-alzukhruf-7

 للمشاهدة:

https://www.youtube.com/live/-9E9O4125jA

 

 فوائد من الدرس:

يقول الله: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)) يُلاقي أهل الحق في كلِّ زمان ومكان أهل خصامٍ وجدلٍ من المُعاندين المُضادِّين؛ فلا ينبغي أن يعبؤوا بهم ولا أن ينزعجوا من وجودهم.

(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ) يعني: عيسى بن مريم عليه السلام، عبد من عبادنا أنعمنا عليه فخلقناه من أمٍّ بلا أب؛ آية من آياتنا.

(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ)؛ كل المُعظمين من الملائكة والأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والصديقين والمقربين إنما هم عباد لله تعالى، عبيدًا خلقهم وأنعم عليهم، ففضَّلهم وميزهم وأمرنا أن نواليهم، أن نمشي في طريقهم ونتجنب طُرق من خالفهم.

(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ)؛ ما شرع لنا مِن موَدَّتهم وولائهم وتعظيمهم لا يتصل بعبادة غيره تعالى؛ ولا يكون خروجاً عن توحيده وتعظيمه:

  • - بل يجب أن نعرف ما خصَّهم الله به وما أنعم عليهم المنعم، نعرف قدرهم عند المنعم.
  • - ومن أجلِه تعالى نُعظِّمهم بما شرع لنا، ونُحبهم ونواليهم ونودّهم ونُجِلّهم.

(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) لم يزل سيدنا عيسى والملائكة والأنبياء يفتخرون بعبوديتهم لله: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) بل يفتخرون بذلك.

  • - قال سيد هؤلاء المنعم عليهم: إِنَّمَا أَنا عبد آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد وأجلس كَمَا يجلس العَبْد. ونعم العبد مُحمَّد.
  • - قال تعالى عن بعض الأنبياء: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
  • لنا الفخر بعبوديتنا لله، حقَّقنا الله بها، ورَقّانا في مراقيها.

(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ)؛ مِن أعظم مقاصد الصلاة والزكاة والصيام والحج: أن تتحقّق العبودية في العابد والصائم والقائم والمُزكّي والحاج والمُصلّي؛ تتحقّق عبوديته لله تعالى ويرقى في مراقي العبودية، بالذِّلّة لله والخضوع له وإدراك عظمته. 

(وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60))؛ يقول الله: لو أردنا أن الخلق كلهم يعبدوننا بعثنا ملائكة وخلقنا ملائكة وملأنا الأرض بملائكة وانتهت المسألة، لكن لسنا بحاجة إلى أحد.

- فانتبهوا من أنفسكم واعلموا عظمة هذا الرب، واحذروا من هذا الطغيان وهذا التكبُّر وهذه الجراءة، فمصير ذلك قبيح وسيء وخطير!

(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) وإن عيسى بن مريم عِلم للساعة يخرج ولا يقبل إلا الإسلام، ويضع الجزية، ولا يقبل من النصارى إلا أن يؤمنوا ويسلموا أو يقاتلهم، وفي أيامه تضمحِل أديان الباطل ويبقى دين الحق، وهو حاكم بدين الحق على مستوى الأرض كلها.

- أيّام عيسى بن مريم الحُكم في الأرض لهذا القُرآن وسنة سيِّد الأكوان، ولا يُقابلها قانون إنسي ولا جنِّي، ولا شرقي ولا غربي ولا صغير ولا كبير؛ فَلَيسوا بشيء، ويَعُمُّ دين الله الأرض.

(وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (62))، مِن أوّل ما خُلِق أبوكم آدم وهو في العداوة.

- يقول للجبّار الأعلى: (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ). ويقول: (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا)، عَدُو! كيف نتّبِعه؟ كيف نُصدِّقه؟

(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)؛ هل تعرف الفزع الأكبر؟! كل ما حصل مِن فزع للأفراد والجماعات مِن يوم خُلِقَت السماوات والأرض إلى الآن ليس هو الأكبر، الفزع الأكبر مُقْبِل عليهم، فَزَع يوم القيامة!

اللهم وَفِّرْ حَظَّنا مِن هذا الشهر وما فيه وما تجود على أهليه، لا تَحرمنا خير ما عندك لِشَرّ ما عندنا، وَفِّر حَظَّنا مِن ساعات رمضان وليالي وأيّام رمضان، وأثْبِتنا في خير ديوان، مع مَن ارتضَيتَ من أهل العرفان وأهل الصِّدق والإيقان، مِمّن طَهّرتهم عن جميع الأدران، يا كريم يا منّان.

 نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alzukhruf-7

 

In English:

“He is nothing but a servant upon whom We have bestowed favor.”

One of the greatest purposes of prayer, zakat, fasting, and Hajj is for servitude to be realized in the worshipper, the fasting person, the one who stands in prayer, the one who gives zakat, the pilgrim, and the one who prays. That servitude to Allah Almighty is fulfilled, and they ascend the ranks of servitude through humility before Allah, submission to Him, and recognition of His greatness.

In Indonesian

 "Dia tidak lain hanyalah seorang hamba yang Kami berikan nikmat kepadanya." (QS. Az-Zukhruf: 59)

Salah satu tujuan terbesar dari salat, zakat, puasa, dan haji adalah agar terwujud hakikat penghambaan dalam diri orang yang beribadah—baik yang berpuasa, yang mendirikan salat, yang menunaikan zakat, maupun yang berhaji. Dengan ibadah-ibadah tersebut, seorang hamba mencapai derajat penghambaan kepada Allah Ta'ala, meningkat dalam kedekatannya sebagai hamba sejati, dengan penuh ketundukan kepada-Nya, merasakan kehinaan di hadapan-Nya, serta menyadari keagungan-Nya.

تاريخ النشر الهجري

11 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

10 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية