فوائد من الدرس السادس في كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب، للشيخ محمد أمين الكردي، في مسجد الإمام النسفي، مدينة نسف، أوزبكستان 23 شوال 1445هـ، شرح العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
- - علم الله محيط بكل شيء؛ فهو يعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، وما كان وما يكون، وما هو كائن وما لا يكون؛ علم أزلي وعلم لا يسبقه خفاء؛ علمه محيط من كل جانب بجميع المعلومات.
- قال أهل المعرفة: إن علوم المؤمنين والعارفين والأولياء بعظمة الحق -جلّ جلاله- ومعاني أسماءه وصفاته وحقائق الأشياء في الكون، علمهم بالنسبة لعلوم الأنبياء كذرَّة، بالنسبة لما علّم الله الأنبياء، وأن علوم الأنبياء بالنسبة لعلم سيدهم خاتم الأنبياء ﷺ كذرَّة، وعلمه ﷺ بالنسبة لعلم الله كله لا شيء، (وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا).
- وهو ﷺ أعلم الخلق بالله وبصفاته، أعلم الخلق بحقائق الكون والتكوين والحكمة الإلهية في الأشياء، وأعلم الخلق بمعاني تقدير الحق تعالى وإجرائه الأمور في الأرواح والأجسام في الدنيا والبرزخ والآخرة ﷺ، ومع ذلك فلا يحيط بعلم كل شيء وهو بالنسبة لعلم الله كـ لا شيء، والجميع يدخل تحت دائرة: (وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا)، فسبحان العليم الذي أحاط علمه بكل شيء.
- يجب أن نأخذ الإيمان بصفة العلم لله تعالى أخذًا يحملنا على الحياء منه، وهو أعلم بك من نفسك وأعلم بخواطرك وضميرك وما يجري فيه ونياتك ومقاصدك، أعلم بها منك سبحانه وتعالى، فإن كان شيء يُحق أن يُستحيَى منه فالله أحق أن يُستحيَى منه -جل جلاله-.
- هو الحي الحياة الأزلية الأبدية السرمدية، الحياة التي جلَّتْ عن الإحاطة بحقيقة معناها من قِبل مَلَك أو إنسي أو جنِّي أو غيرهم من جميع الكائنات والمخلوقات.
- معنى قوله: (إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ)؛ أي كتبتُ عليكم أن تخرج أرواحكم من أجسادكم وتنتقلون إلى عالم البرزخ هذا أمر واضح وبيِّن لا إشكال فيه، إطلاق هذا يشمل الشهداء أيضًا، لكن إطلاق الكلام ليس لائق بحق الشهداء، فمن باب أولى ليس لائق بحق الأنبياء، فمن باب أولى ليس لائق بحق سيد الأنبياء؛ ولذا يأتي دائمًا في دروس أهل السنة التي يدرِّسونها ناشئتهم أنه ﷺ حي في قبره، نعم إذا كان الأنبياء أحياء في قبورهم فحياته أكمل -صلوات ربي وسلامه عليه-، وأحيا الله قلوبنا به وأرواحنا حياة تزداد وتقوى وتعلو أبدًا سرمدا، اللهم آمين.
- نسأل الله أن يحيى قلوبنا بالنور الذي أحيا به قلوب المحبوبين والمقربين من العباد الصالحين، اللهم خُصَّنا بأسنى الحياة، وتولّنا بما أنت أهله، وأحينا حياة طيبة واجعلنا من أحياء القلوب، وارزقنا الأدب مع كل حياء منك، وشهود علمك بنا وإحاطتك بخلواتنا وجلواتنا، وحسّنا ومعنانا وظواهرنا وخفياتنا.
-
للاستماع إلى الدرس السادس والمشاهدة، أو قراءته مكتوباً:
https://omr.to/tanweer6
___
T.me/HabibOmar