(231)
(536)
(574)
(311)
- ذَكرَ المؤلف رحمه الله الحاجة الشديدة للأمة أن تتفقّه في الدين، وجعل مقدمة الكتاب في الدعوة إلى الله ورسوله، والقسم الأول فيما تجب معرفته من أصول الدين، ثم القسم الثاني في الأحكام الفرعية، ثم القسم الثالث في التصوف، ونحن في خلال لقاءاتنا هذه في البلدة المباركة أوزبكستان نتطرّق إلى فصول بعد المقدمة من القسم الأول إن شاء الله.
- مقدمة الكتاب في وجوب الدعوة إلى الله، ومعنى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى: السعي في تبليغ الناس ما جاء عن ربهم على لسان رسوله ﷺ، وحملهم على امتثال الأمر واجتناب النهي، بالرحمة والإخلاص والشفقة والتواضع.
- واجب الدعوة إلى الله تأكّد عند كثرة الغفلة، وعند ابتعاد الناس عن تعظيم أمر الله تعالى، وعن الاقبال على تعلم أحكام الشريعة اشتغالا بما يطرأ لهم في الحياة، لما يكون لهم في هذه الدنيا من الرغبة والمَيْل إلى زخارفها وإلى مظاهرها وإلى مُتعها الفانية الزائلة، حتى تؤدي إلى حجاب عن تعظيم أمر الله وعن تفهم أحكام الله وعن العمل بها.
والثانية: تعليمها وتبليغها.
- الحرص على التعليم والدعوة إلى الله: منهج قويم وصراط مستقيم، وسبب أقوى لنيل رضوان الله وللقرب منه ومن رسوله محمد ﷺ، الذي قال: "أقرب الناس من الرسل يوم القيامة العلماء والشهداء" قال: "أما العلماء فدلوا الناس على ما بعث به الرسل" فأي عالم لم يدل الناس على ما بعث به الرسل.. فلا يكون قريبا من الرسل يوم القيامة، ولكن من دل الناس على ما بعث به الرسل فهو من أقرب الناس للرسل.
- يترتب على القيام بأمر الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خيرات كبيرة، ومنها دفع البلاء عن الأمة؛ لأنه إذا سكتوا ولم يأمر بعضهم بعض ولم يُذكِّر بعضهم بعض؛ تعجّل عليهم العذاب وعمتهم مصائب كثيرة، قال تعالى: {وما كان ربك لِيُهلك القرى بظلمٍ وأهلها مُصلحون} ما قال صالحون، بل مُصلحون، ومعنى مصلحون: داعون إلى الله، يهتمون بالغير ويؤثرون على الغير، ويُذكِّرون الغير ويدعون الغير إلى الله تبارك وتعالى، بذلك ما تهلك القرى.
- نعمة العقل التي ميّز الله بها الإنس والجن جعلها مناط التكليف، حيث تميزوا بها عن الحيوانات والنباتات والجمادات، والله تبارك وتعالى إنما يُخاطِب بالأحكام الشرعية من عَنده العقل، فالعقل أول أداة للفهم عن الله وللوعي عنه سبحانه وتعالى، ولإدراك عظمته وأنه مُنشئ كل شيء إدراكا خاصا، فهذه الميزة أكثر العقلاء لم يُحسِنوا استخدامها، ولذلك ضَلوا وكفروا وعصوا، ولو أحسنوا استخدامها لأطاعوا كلهم ولكن أساءوا استخدام هذه النعمة والعطية والميزة التي خصهم الله تبارك وتعالى بها.
- تناول المؤلف الحديث عن الأحكام العقلية، والأحكام العقلية تحكم على كل شيء بأنه إما لازم واجب، وإما مستحيل لا يمكن أن يكون، وإما يجوز أن يكون ويجوز ألا يكون، فلا يتجاوز الحكم العقلي هذه الأحكام الثلاثة، ومعنى الوجوب: ألا يمكن للعقل أن ينفيه ولا يصدق بانتفائه، لا يتصور العقل أن يكون معدوما، وعكسه المستحيل؛ لا يتصور العقل أن يكون موجودا أبدا، بقي ما يمكن وجوده وعدم وجوده.. فهو المسمى بالجائز.
- ذكر مثال على حكم واجب عقلا فقال: كوجود مولانا سبحانه؛ لأن العقل يحيل أن تتكون أشياء من دون مُكوِّن، وأن تُصْنع الأشياء من دون صانع، وأي عاقل في العالم لو قلت له هذا القلم تكوّن من نفسه من دون أحد يصنع ومن دون أي مُصنع ولا فعل.. يقول أنت مجنون! هذا لا يقبله العقل تماما! فالوجود بأسره كيف يقبل العقل أنه تكون من غير مُكوِّن؟! كيف برز بهذه الصورة والترتيب من غير صانع وبارئ وفاطر؟! هذا أمر لا يقبله العقل.
- عجبًا لمن يسمي نفسه عاقل ولم يصدق بأن قلم صُنِع من نفسه ولا خاتم صنع من نفسه.. ثم يقول كواكب ونجوم وأرض وسماء تكونت من نفسها!! أين ذهب عقله هذ!! شيء صغير ما يمكن يتكون من نفسه هذا أمر مستحيل، إذن.. لم يحسنوا استعمال العقول فضلوا، ولو أحسنوا استعمال عقولهم لهُدُوا إلى عظمة هذا الخالق وإلى أن ما من موجود إلا وهو شاهد بوجود ذلك الموجد له جل جلاله.
- وضرب مثالا على حكم مستحيل عقلا، فقال: كوجود شريك مع الله؛ لأنه لا يمكن أن يجتمعا على الأثر الواحد مؤثران معا، {قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} لأن التكوين والتدبير للوجود يجب أن يستقل به مكون إرادته النافذة، فلو كان اثنان أو ثلاثة لتعارضت إرادتهم. فإذا هذا أراد ما لم يرد هذا.. فإرادة أيهما تمضي؟ الذي تمضي إرادته هو الإله دون الآخر، وإذا كل منهم عجز فليس كل منهما إله، فلا يمكن أن يكون في الوجود والكون خالق إلا واحد، ذلك هو الله سبحانه وتعالى.
(للاستماع إلى الدرس الأول والمشاهدة أو قراءته مكتوبا):
12 ذو القِعدة 1445