(228)
(536)
(574)
(311)
حبيب الله المُنتقى ﷺ لك الشرف بمتابعته، بل لك محبة رب الأرض والسماء على قدر متابعتك (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، في الاتباع مراتب وأحوال:
أنقذوا أنفسكم مما استهواكم من تبعية الفُسّاق وشرارِ خلق الله على ظهر الأرض، الذين أوردوا إلينا العادات القبيحة والمخالفة للشريعة، ولسنا تَبعاً لهم وهم لم يخلُقونا ولم يرزُقونا ولا مرجعنا إليهم، فلِمَ نتبعهم؟ أنُضيِّع شرفنا وكرامتنا وعِزنا في تبعية فُسّاق من أبعد الخلق عن الله الخلّاق؟!
إنما شرفنا بتبعية محمد؛ في أكلنا وشربنا ولباسنا وزواجاتنا ودخولنا وخروجنا، وسفرنا وإقامتنا وزراعتنا وصناعتنا، وأخذنا وعطائنا وأقوالنا وأفعالنا.
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾، إشارة إلى أنها من أسباب تيسير الرزق المبارك والرزق الطيب؛ المحافظة على الصلاة وأدائها في الجماعة، ومن حافظ على الجماعة في الصلوات الخمس فقد ملأ البر والبحر عبادة.
ما فاز أحدٌ من الخلق في السماوات والأرض إلا بحُسن عبوديته لهذا الإله، وخضوعه لجلاله تعالى في علاه، وعلى قدر خضوعهم له رفعهم، وعلى قدر استكبارِ من استكبرَ خَفضهم ووَضعهم.
محمد ﷺ يُعلّمك أن تدخل المنزل بالرجل اليمنى، وأن تُسمّي الله، وأن تعمر البيت بذكر الله، وأن تستمر على غضّ البصر عما حرّم الله.
يريدون أن يُصَدّروا إليكم ما انتهت إليه حضارتهم:
قال الله تعالى لأمهات المؤمنين سيداتنا زوجات سيد المرسلين: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾.
- ما معنى فلا تخضَعن بالقول؟ إذا كلّمتُم رجلاً أجنبياً لا تُرقِّقوا الصوت، فَخِّموا الصوت، (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ وهو شهوة النظر الحرام أو الزنا والعياذ بالله.
محمد ﷺ بأمر الرب الواحد الحق علمنا في أُسرنا: "مُرُوا أولادكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ"، إذا بلغوا عشر سنين لا يبيتون على فراش واحد، فرِّقوا بينهم في المضاجع قبل ما يعرفون الشهوات وقبل ما تميل بهم الانحرافات؛ ليَعيشوا ويَحيوا على عفافٍ ونقاءٍ وطُهرٍ من الصّغر.
جُعل عقدُ النكاح من مجالس الذكر ومجالس العمل بالشريعة، يُستجابُ فيه الدعاء، وسمي ميثاق غليظ، لأنه يتعلق بالمحافظة على الأعراض والقِيَم والعفاف والطهر، (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)
اقرأ: خطبة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان: عزُّ المؤمنين بتبعية نبيهم وتنزُّهِهم عن الانحطاط بتبعية أعداء الله في مختلف شئونهم.
في مسجد الحبيب علوي بن أحمد الحامد في منطقة محيصن، وادي بن علي ، مديرية شبام، وادي حضرموت، 22 ربيع الثاني 1446هـ
لقراءة الخطبة كاملة أو المشاهدة:
لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):
07 جمادى الأول 1446