(536)
(228)
(574)
(311)
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ"؛ سلِّم لحكم الله وأحكامه:
"سَلِّمْ" بقضائه وقدره؛ كن مسلِّم؛ تسلم في تسليمك لأمره ولقضائه، سلامتك من كل محذور ومن أنواع الشرور.
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ" يقول الشيخ بامخرمة: "إذا شئت تبغى السلامة تأدّب تأدّب تأدّب" ففسَّر التسليم بالأدب، أدب شريعة وطريقة وحقيقة.
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ"، من سلَّم سَلِم، تُسَلِّم لعظمته وجلاله، ما يحدثه من غير المألوفات ومن خوارق العادات أمر يسير عليه؛ فلا يجوز أن تكابر ولا أن تستغرب؛ فإن كل شيء في قدرته يسير عليه.
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ" فوجود الاعتراض في قلبك مرض عضال؛ يحبط الأعمال الصالحة ويوقعك في البعد عن الله. كان شيخنا الحبيب إبراهيم بن عقيل بن يحيى رحمه الله يقول: نسأل الله حقيقة العافية، أتدرون ما حقيقة العافية؟ سلامة القلب من الاعتراض على الله.
بعض الصالحين كتب لصاحبه في رزية وقعت وموت بعض أقاربه، يقول: "اعلم أنك إن صبرت نفذ قضاء الله وأنت مأجور، وإن جزعت نفذ قضاء الله وأنت مأزور"، في كلا الحالين قضاء الله سينفذ ولا تقدر تقدم ولا تؤخر، ولكن إما تكون أنت مأجور أو مأزور!
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ"، فإنك إن قمت بهذه الآداب وتعاملت بهذه الأوصاف مع رب الأرباب؛ "فالهناء يوافيك"، تهنأ في حالك، يهنأ بالُك وتهنأ في قربك ووصالك، وتهنأ في معرفتك والمعارف التي تنزل بقلبك، وتهنأ بالمحبة وطيبها، وتهنأ بالرضا، وأنواع من الهناء الطيب الذي لا يمكن أن يجلب ذرة منه أشربة وأطعمة الدنيا، ولا منكوحات الدنيا ولا ملبوسات الدنيا، ولا مراكب الدنيا ولا مساكن الدنيا ولا مُلك الدنيا، ما يمكن يجلب ذرة من هذا الهناء!
"سَلِّمْ لِتَسْلَمْ فَالْهَـنَاءْ يُوَافِيكْ"، ويهنئك ربك بأدبك معه وعبوديتك له بما يوالي عليك من إفضاله وجزيل نواله، وتقريبه إياك وقربه منك، وتعرّفه إليك، ومحبّته لك ومحبتك له، "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابتلاهم فمن رَضِيَ فَلْهُ الْرِضَا وَمَنْ سَخِط فَلَهُ السخط"
"وَسَوْفَ تَشْرَبْ مِنْ شَرَاب رَائِقْ"، هذا الشراب الذي يخافون على من مرّ عمره ولم يشرب منه، أن يُزعزع إيمانه عند الموت فيزلق ويموت على سوء الخاتمة.
في أي مشرب تجدها هذه؟
وَسَوْفَ تَشْرَبْ مِنْ شَرَاب رَائِقْ" وتدرك به الحقائق، وتلحق بخير الخلائق، وتثبت على أقوم الطرائق، ويصبح ريح القرب بك عابق، يُشَمُّ هذا الريح العَبِق إن تكلمت وإن نظرت وإن تحركت وإن سكنت.
يا رب اسقنا شراب العارفين الأولياء الصالحين الأتقياء، وفّر حظّنا من كؤوس المعرفة، وفّر حظّنا من كؤوس القرب وفّر حظّنا من كؤوس المحبة، وفّر حظّنا من كؤوس الرضوان آمين.
الدرس الثامن من شرح الحبيب عمر بن حفيظ #قصيدة (يا قلب وحِّد واترك الخلائق) للإمام عمر بن سقاف السقاف، ضمن دروس الدورة ال30 بدار المصطفى بتريم، عصر الأحد 8 محرم 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/m7kwp4WQkXs?t=149
___
للاستماع إلى جميع الدروس:
لتحميل القصيدة pdf:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #قصيدة #الدورة30 #الروحة #درس #دار_المصطفى #تريم #تعليم #دروس #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #qasida
07 ربيع الثاني 1446