(229)
(536)
(574)
(311)
اعلم أنك إذا قبلتَ وأقبلت، وعزمت وصممتَ أنْ تتبع، وأن تهتدي، وأن تقتدي، موحّداً للإله، مُتَّبعاً لمُصْطَفاهُ ﷺ، أنّ لِسراية أنوارها إيماناً وتصديقاً وإجلالا معاني ولادة تلدُ في قلبك، فتثمرُ المعرفة الخاصة، وتلد في روحك فتُثمر المحبة الخالصة، وتلدُ في سرك فتورثُك المشاهدة والشهود الأسمى.
هذه الولادات سارية في البريات ؛ في الذكرى خاصة وفي أيام السنة ولياليها عامة.. ويوجد الميلاد في القلوب على مراتب، وتوجد الولادة والميلاد في الأرواح وفي الأسرار على مراتب، وعسى تتولّد فينا هذه الأنوار.
وعن الولادة المعنوية للإنسان - التي يخرج بها مِن طَوْرِ إِلَى طَور، فكأنه وُلِد من جديد! - كان سيّدنا عيسى ابن مريم عليه السلام يقول: (لا يلج من عالم الملكوت من لم يولد مرتين) الولادة الأولى: يخرج بها من بطن أمه - وكلهم ولدوا - ؛ لكن هذه الولادة الثانية: يُشرق بها في قلبه نور يخرجُ بِهِ مِن طَوْر إلى طُورِ آخر، ولادةٌ أخرى يولد بها من جديد.
وعند ذكرى المولد تتولّد هذه الأنوار.. وكم من خارج من عالم إلى عالم، ومِن طَوْرٍ إِلى طَوْر.
12 ربيع الأول 1445