الآداب الباطنة في إخراج الزكاة:
فوائد من درس قبس النور المبين من إحياء علوم الدين، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ
مواصلة شرح: كتاب أسرار الزكاة، مساء الأربعاء 28 ذو القعدة 1445هـ
- في إخراجِ الزكاة وظائفُ معنويةٌ، فالوظيفةِ الأولى هي أن نفهمَ وجوبَ الزكاةِ ومعناها، ولِمَ جُعِلت من مبانِي الإسلامِ.
وفيها ثلاث معان:
1- المعنى الأول: أن نتلفَّظَ بالشهادتَيْن الذي به نكونُ من أهلِ الإسلام، شهادةَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله ﷺ.
- - التلفُّظِ بالشهادتَيْن التزامٌ للتوحيدِ، وشهادةٌ بإقرار إفرادَ المعبود جلَّ جلالُه، وهذا المعنى مهما قَوِيَ ورسَخَ استدعى أن يُخْرِجَ من القلبِ عظمةَ ما سوى الله من أنفسِنا وأموالِنا وأعمالِنا، ومن الإنسِ والجنِّ والملائكةِ، ومن الحيواناتِ والنباتاتِ والجماداتِ والكائناتِ كلِّها، فلا تبقى حقيقةُ العظمةِ إلا لله تعالى.
2- المعنى الثاني: تطهير النفس من صفة البخل.
- - فالزكاة طهرة عن خبث البخل المهلك، وإنما طهارته بقدر بذله، وبقدر فرحه بإخراجه، واستبشاره بصرفه إلى الله تعالى.
3- المعنى الثالث: شكر النعمة:
- - ففيه إثبات محبة الله في إخراج الزكاة، وفيه تصفية النفس من داء البخل والشح، وفيه أداء شكر النعمة في إخراج الزكاة، فالعبادات البدنية شكر لنعمة البدن، والمالية شكر لنعمة المال.
* الأقسام الثلاث للخلق مع أموالهم:
القسم الأول:
- قسم صدقوا التوحيد ووفوا بالعهد ونزلوا عن أموالهم، فلم يتعرضوا لوجوب الزكاة عليهم؛ تصدّق ابو بكر رضي الله عنه بجميع ماله! قال ﷺ: ما أبقيت لأهلك وولدك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله.
القسم الثاني:
- دون درجة هذا، وهم الممسكون أموالهم، المراقبون لمواقيت الحاجات ومواسم الخيرات، ومهما أرهقت الحاجة كانت فرضا على الكفاية إذ لا يجوز تضييع مسلم، والواجب أن يُعطى من قبل من حواليه، إن كان عجزوا فالذي حواليهم.. حتى يصل إلى آخر مسلم في العالم؛ هكذا دين التكافل والاجتماع.
القسم الثالث:
- كالذين يقتصرون على أداء الواجب من الزكاة فقط، لبخلهم وضعف حبهم للآخرة، أما بعد هذا فلا معنى للإيمان، هذه أضعف درجة في الإيمان، يخرجون الزكوات كاملة طيبة بها أنفسهم، لكن هذه أقل درجة، بعد هذا لا معنى للإيمان، لا معنى للمحبة أصلا للرحمن جل جلاله.
قال ﷺ: "ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهما"
- - حقائقُ محبَّةِ القلبِ معبِّرةٌ عمَّا يستكنُّ في القلبِ من الإيمانِ أو الكفرِ، ومن الصدقِ أو الكذبِ، تعلُّقاتُ القلبِ خطيرةٌ، وكلُّ من صَحَّ إيمانَه تعلَّقَ قلبُه بإلهِه.
- - كثيرٌ من المسلمين يُصبحون ويُمسون معلَّقينَ بالدراهمِ والدنانيرِ، أو الوظائفِ أو المآكلِ أو المشاربِ، أو الملابسِ أو المساكنِ، أو المراكبِ أو المنزلةِ عند الخلقِ إلى غيرِ ذلك، فتَشغَلُ قلوبَهم لوجودِ ضعف الإيمانِ، لوجودِ الغِشِّ، لوجودِ المرضِ في القلبِ، لوجودِ الخيانةِ في أمانةِ "لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله"، هذه الأمانةُ تقتضي أن يتقدَّمَ حبُّ الله على كلِّ شيءٍ، وحب رسوله والجهادُ في سبيلِه.
- - يجبُ أن لا يتقدَّمَ في قلوبِنا على محبَّةِ ربِّنا وحبيبِه شيءٌ كائنًا ما كان. ولذا وجدتُم الصحابةَ لا يُقدِّمون محبَّةَ الجنَّةِ على محبَّةِ الله ورسولِه، ويصرحون إن كنا ندخُلِ الجنَّةَ ولا نَرَى رسولَ الله فهذا أمرٌ خطرٌ وسيِّئٌ ولا نقدِرُ عليه، كما صرَّحَ بذلك عددٌ من الصحابةِ.
#فوائد #حكمة #الزكاة #الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #معاني #المحبة #لا_اله_الا_الله #الصدقة #habibumar #habibumarbinhafidz