(536)
(228)
(574)
(311)
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ الحفل الخطابي بمناسبة افتتاح فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 1431هـ الموافق 2010م، في قاعة المجمع الحكومي، تحت شعار " نحو ثقافة إسلامية تواكب متغيرات العصر. ضحى يوم الأحد 21 ربيع الأول 1431هـ الموافق 7 مارس 2010م. بحضور الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، والدكتور عبد العزيز التويجري رئيس المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم( الإيسسكو ) والأخ صادق أمين أبو رأس نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية رئيس اللجنة العليا لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، والدكتور محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة وعدد من الوزراء والضيوف،
وقد اختارت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ( الإيسسكو ) مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية تقديرا لدورها المتميز في خدمة الدعوة الإسلامية، ولما اشتهرت به من كثرة العلماء والدعاة والمدارس والزوايا والمعاهد الإسلامية مما جعلها وجهةًً يقصدها طلبة العلم الشريف من مختلف أنحاء العالم، ومنها تخرَّج الكثير من العلماء والدعاة الذين نشروا الإسلام في أقطار كثيرة.
وقد ألقى الحبيب عمر بن حفيظ كلمة العلماء والدعاة في الحفل، وافتتحها بحمد الله الذي أشرق في الكون أنوار الحق، ببعثة حبيبه خير الخلق صلى الله عليه وسلم، ولا يزال رجال اصطفاهم الله قائمين بحمل أنوار دعوته لهداية العباد، ومهما تعددت المحاولات لإطفاء ذلك النور، فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
وأشاد الحبيب عمر بفكرة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة باختيار عواصم للثقافة الإسلامية من المناطق التي لها تاريخ في خدمة الشريعة، ودورها في تحريك الأذهان الراكدة والتي عمل على إركادها بعوامل كثيرة ليغيب هذا الشعاع الذي لا يستطاع تغييبه.
وأشار إلى تزامن هذا الحدث مع احتفالات المسلمين بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو مصدر ثقافتنا المتلقاة بالوحي الرباني من الخالق عز وجل، وهي الثقافة التي يحتاجها كل البشر، لأنها قامت على اتصال بعلمِ خالق كل شيء ومبدعه،
وقال حفظه الله: إن ما يجري في العالم اليوم هو نتاجٌ لضعف الثقافة والفهم القاصر لمعانيها الساميات التي غابت عن أذهان الكثير، منوهاً بأن الثقافة الحقيقية هي ما جاء به سيد البشرية صلى الله عليه وسلم، والتي غفل عنها الجميع. والتي تقوم على عمقٍ في الإيمان واليقين وصلةٍ برب العالمين، وتبعيةٍ للمصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
وأضاف: أن ما تتميز به تريم ما اتصل بها من تلك الثقافة التي هي في حقيقتها متصلة بثقافات أهل كلمة لا إله إلا الله أينما كانوا، ولا وجود لانفصال عن معاني من هذا الاتصال بحقيقة من الحقائق وإن كانت الميزات والرتب والخصائص يوزعها الرحمن جل جلاله. وقد ظهرت هذه الثقافة في أهل تريم حتى صارت السنن تُقرأ من خلال مجالستك لكثير من عوامهم فضلا عن علمائهم.
واستعرض حفظه الله نماذج من تاريخ حضرموت المشرق، ومنها ما نقله ابن خلِّكان في تاريخه أن أول قاض في مصر من حضرموت، ووصل إلى أن الصف الأول في جامع تريم كلهم مفتيون، حتى نقلت كتب التاريخ أن السماسرة في يجتمعون لعقد درس فقهي في السوق لتقرير كتاب المنهاج للإمام النووي.
وأكد على وصف الخشية الذي يمتزج بالعلم، فكلما ازداد العلم ازدادت الخشية وازداد التواضع. فقد تميزت تريم وحضرموت بكثرة علمائها وفقهائها من كافة الأطياف والشرائح المجتمعية، وانتشار العلم بين الجميع، والذين كانت سمتهم التواضع ونكران الذات، والذين عرفوا المعنى الحقيقي للثقافة الإسلامية فطبقوها في معاملاتهم وفي واقعهم اليومي المعاش.
واستعرض حفظه الله نماذج من سير علماء وأبناء تريم ودورهم في نشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة في دول أفريقيا وشرق وآسيا وسلوكهم منهج الوسطية والإعتدال بعيداً عن الغلو والتطرف، والذين لا زالت أثارهم باقية إلى اليوم في كثير من القرى والمدن التي هاجروا إليها واستطاعوا أن يتعايشوا مع أهلها، ودورهم في كسر السيف وعدم الخوص في المعارك والحروب.
ودعا الحبيب عمر في ختام كلمته إلى ضرورة الاستفادة من تنظيم عواصم الثقافة الإسلامية، والاستفادة من خلاصة ما تم في الأعوام السابقة، وضرورة تواصل العلماء والمفكرين ليتخاطبوا ويتشاوروا في واقع الأمة وفيما يحتاجه الشباب اليوم، ودراسة وتقييم المرحلة الحرجة التي تعيشها الأمة ووضع الحلول الناجعة لها من قبل العلماء والمفكرين. ( شاهد الكلمة كاملة )
وقد دشن الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية بكلمة قال فيها: من ربوع مدينة تريم التاريخية, مدينة العلم والأدب والثقافة والتاريخ نعلن باسم الله وعلى بركته بدء فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.
وألقى وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي كلمة رحب فيها بنائب رئيس الجمهورية وكافة الحاضرين المشاركين في حفل التدشين في مدينة تريم حاضرة العلم والثقافة.
من جانبه أشار وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير إلى الجهود التي بذلتها اللجنة المنظمة لهذا الحدث الذي تمتد فعالياته على مدى عام كامل ويشمل مختلف أنواع المناشط الثقافية وحفلات إنشادية ومعارض ثقافية. ودعا إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية وللمساهمة بفعالية لإنجاح هذا الحدث الثقافي الإسلامي الكبير وإظهار مدينة تريم خاصة والوطن بشكل عام بالصورة المشرفة التي تعكس الإرث التاريخي اليمني الزاخر.
ثم استعرض الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسسكو) جهود المنظمة في اختيار العواصم الإسلامية منذ عام 2005م. ووضح أهداف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه المنظمة، الذي يسعى إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لتلك العواصم التي يتم اختيارها وفق معايير دقيقة ومراعاة للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية.
وذكر أن تلك الأهداف تتضمن تقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة التي منها استمدت النهضة الأوربية أنوارها وعلى أساسها قامت الحضارة الإنسانية على اختلاف مشاربها.
وبعد الحفل أجرت العديد من وسائل الإعلام لقاءات متعددة مع الحبيب عمر بن حفيظ تتعرف من خلاله على مزايا مدينة تريم، وسبب اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية وما الذي تستفيده تريم من هذه الفعاليات، وعن هجرات الحضارم وطلبة العلم الوافدين إليها، ومنها قناة الإخبارية السعودية ووكالة أنباء رويتر وقناة الحرة وصحيفة الثورة اليمنية ومنتدى حيٌ في قلوبنا.. وإليكم إجابات الحبيب عمر كاملة..
اكتنفت مدينة تريم عددا من المزايا التي تميزها بروح جمال وحي الله تبارك وتعالى، وذلك عمقٌ في معاني الإيمان، وانتشار لحقائق التربية التي تكون بها تزكية النفس وصلاح القلب، وهو يفيض بدوره في التعامل مع الكائنات بنظرِ المكون سبحانه وتعالى، وهذه أساس الميزات التي تفرَّعت عنها رغبةٌ في العلم، بحيث وُجد في كثير من أوقاتها أن يجتمع في الوقت الواحد المائة والمائتان والثلاثمائة مفتي في هذه البلدة الصغيرة. وما من قبيلة إلا وتجد العلماء والمفتين بها، هذه الميزة أيضا خلقت نوعيةَ التعامل في مراقبة الحق والنظرة إلى الكون بعين الرحمة إيماناً بأن ذلك مراد الله ومطلوبه من الخلق، ميَّزها بسرعةٍ في نشر الإسلام في مختلق أقطار الأرض، وآثار عمق التربية يمتد إلى عصرنا رغم ما مر عليها قبل الوحدة من أشياء كثيرة.
الفائدة مرجوة لأبناء البلدة وغيرهم من أهل اليمن وعموم المسلمين، من حيث إحياء ما استكن أو مات في الضمير من إدراك واجب المسؤولية ووجوب التعاون على الخيرات، وما يتعلق ببروز تراث هذه البلدة أو منهجها السوي الذي هو ثقافة اعتدال ووسطية تحتاجها الأمة، وهو في الحقيقة مع بروزه منها يعود نفعه على الناس سواءً من أبنائها أو من غيرهم، فإن عامة الفوائد عائدة إلى الشعب، وكل العقول التي لها اهتمام بشأن وضعية الإنسان واستنارته بنور الشريعة.
من غير شك أنه الأصل هو الرحمة بالإنسان بل حسن التعامل مع الكائنات على ضوء قوله تعالى ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا .... إلى آخر ما وصف الله تبارك وتعالى، فيمكن أن يكون لانتشار هذه المعاني والتربية أثر كبير في ردِّ تلك الأفكار التي تحمل الإنسان على أن يتجاوز حده أو أن يظن التقرَّبَ إلى ربه في إيذاء الآخرين أو مَن لا حقَّ له في أن يعتدي عليهم.
هذا متوقع جدا، إذا نشطت الفعالية وهذه الاحتفالية في أداء دورها ستبسط بساط الفائدة سواء للوافدين بحسن للتعامل معهم، كما يستفيد الناس من نواحي متعددة، ونركز دائما على النواحي الدينية والثقافية والأخلاقية في مثل هذه المجالات، فيمكن مع الحيوية في الفعالية أن تؤثر في ذلك تأثيرا حسناً وتُبرز أيضاً الصورة للواقع الذي قد يشوبُه كثيرٌ من التصورات غير الواقعية.
عمقٌ في فهم الخطاب الرباني أدى إلى حسنِ تمسُّكٍ بالقيم وجوانب المواريث الربانية في الخُلق وطريقة التعامل، هذه الميزة بدورها أبرزت حرصاً على عمارة العمر واغتنام الوقت، وبذلك تعددت جوانب الفكر في الإبداع واختراع النافع وقرنِه بالقيم والمبادئ وتيسير السبيل للاستفادة من الماديات مع المحافظة على حقائق الروح والقيم بينهم وبين الحق تبارك وتعالى.
أمل ورجاء في الله تبارك وتعالى أن تقف القلوب والأفكار على معنى من مهماتها وواجباتها الكبيرة في هذه الحياة، وأن ينتشر بابٌ من التعارف يوجب التآلف، وهو بحد ذاته يوصل إلى معنى من التكاتف والتعاون على ما فيه خير الجميع.
يعود كثير من أسبابها إلى وجود الحاجة في ترتيب أمور المعاش، والشعور بالحاجة عند الآخرين إلى معاني التعاون ومعاني القيم، كان لهذا السبب هجرات كثيرة إلى كثير من الأقطار، لكن لما كان الذين هاجروا لأي قصد من المقاصد امتزاجٌ كليٌّ بإدراك واجبهم في الحياة نحو هذا الدين، كانوا بدورهم من خلال التعامل والعطاء والاستقامة يجتذبون العقول والأرواح للتفكير في هذا الدين فتدخل فيه.
بدأت الآن في تريم خطوات كثيرة في المساجد والأماكن الأخرى المعمارية ونرجو التواصل في ذلك، وأن يُجعل هذا الحدث تذكرة بالواجب فقط، وأن يستمر أداء ذلك الواجب على مدى الزمان.
هم وغيرهم من أهل تلك البلدان الأصليين جذبَهم وجود روحِ الخلق والقيم وربط العلم والعمل وهو الذي تتعشَّقه الفطرة بحد ذاتها، وإلى جانب ما في ذاكرتهم من التاريخ الذي كان بين ماضيهم وبين تلك البلدة فكانت هذه عوامل اجتذاب لأن يفِدوا فيستفيدوا.
عندكم فرصة لتزوروا دار المصطفى أو رباط تريم أو كلية الشريعة وستشاهدون الكثير ممن كان أصلهم غير مسلم ثم أسلموا. لكن النسبة الكبيرة ممن هم في الأصالة مسلمون.
مثل هذا الاحتفالية في هذا العام أرى أنها مذكرة بمهمات وواجبات كثيرة وباعثة للضمائر في إدراك مهمات لها في الحياة تساعد على الاستقرار والاستقامة.
حصل نصيب من الاستعداد، ولا يزالون في بداية كثير من الأعمال، والمهم هو استمرارية ذلك، واعتبار أن ذلك تنبيه للقيام بالواجب على مدى، فبحمد الله تمت كثير من الترتيبات، ولا تزال محتاجة إلى الزيادة والمتابعة إن شاء الله تعالى.
26 ربيع الأول 1431
22 جمادى الأول 1446
اختتام شرح كتاب "إتحاف السائل" للإمام الحداد، في الدورة العلمية في موسم شهداء مؤتة الأبرار لعام...
20 جمادى الأول 1446
بحمد الله عز وجل ورعايته وتوفيقه وصل العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ إلى مدينة تريم، بوادي حضرموت...