دعاء وابتهال إلى الله، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في مجلس الاجتماع السنوي ومؤتمر الخريجين، في جامعة مركز الثقافة السنية، ولاية كيرلا، الهند، 

ليلة الإثنين 18 شعبان 1446هـ

نص الدعاء مكتوب:

الحمد لله الفاطر الخالق المبدئ المُعيد، الفعال لما يريد، رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، أرسل إلينا عبده المجتبى محمد الذي فضَّله، وجمَّله وكمَّله، واختصَّهُ من بين جميع الخلائق بأعلى الخصائص، فهو العبد المحبوب الخالص.

اللهم أدِم صلواتك على النبي المُصطفى المُختار، سيدنا محمد نور الأنوار وسر الأسرار، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، ومن على منهجهم سار، وعلى آبائه وإخوانه من النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.

واجعل الجمع مُسربلاً بأنوار العناية منك يا حي يا قيوم، ووسِّع اللهم لأهل العلم وللطلبة والمتخرجين الفهوم، فيما أوحيت إلى نبيك السيد المعصوم، وفيما بلَّغه عنك، وفيما أدَّاه من الرسالة التي أرسلته بها. 

ارزقنا يا رب حُسن الفهم وسِعة الفهم وعمق الفهم، وكمال القيام بِحَقِّه على الوجه الأرضى لك، بِمَحض فضلك ومَنِّك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

واجعل اللهم لهؤلاء المُتخرجين إقبالاً كُلِّيّاً عليك، وقَبولاً كاملاً لديك، حتى تؤيد بهم هذا الدين المَصون وشريعة الأمين المأمون عبدك المصطفى محمد. اللهم ثبِّتهم على الاستقامة، وأتحِفهم بأنواع الكرامة، واجزِ اللهم الشيخ أبا بكر بن أحمد خير الجزاء وأعلى الجزاء وأفضل الجزاء، وأمِدَّهُ بطول العمر في طاعتك بالعافية التامة، ومن بجانبه ومَن يقوم معه. 

وهؤلاء الحاضرين والوافدين من المواطن المختلفة، خذ بأيديهم إليك أخذ أهل الفضل والكرام، واجعل كلاً منهم مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، سبباً لرفع البلايا والضُّر، وسبباً لظهور نور الحق والهدى الأكبر الأطهر.

اللهم نَوِّر القلوب ونَقِّها عن كل شوب، واسقنا مِن أحلى مشروب، اللهم بارك في جمعنا وفي هذا التخريج، واجعل لهم من النور البهيج ما تُحيي به سنة المصطفى محمد، وأخلاق النبي محمد، وهدي النبي سيدنا محمد، في الهند وفي جميع أقطار الأرض طولها والعرض.

يا حي يا قيوم، اللهم تَولَّهُم بما أنت أهله، وأصلح لنا ولهم وللأمة الشأن كله. 

اللهم أظهر لهم وفيهم وبهم جمال الإسلام وكماله، وبهاءه وضياءه، وشرفه ومكانته.

اللهم أعِذنا وإياهم من كل قاطع يقطعنا عنك، واجعلنا وإياهم أسباباً للهدايات، وسبباً لنشر الهدى بين البريات، ودفع البليات والآفات.

يا مجيب أجِب، ويا مُستجيب استجب، ويا قريب عَجِّل لنا مُنانا، وأصلح ظواهرنا وخفايانا، صلِّ وسلِّم على مَن أرسلته إلينا بالرحمة، وخصَّصته بأعلى العصمة، عبدك المجتبى المختار سيدنا محمد، وبجاهه عليك لا تُفرِّق بيننا وبينه في الحياة، ولا عند الوفاة، ولا في البرزخ، ولا يوم الموافاة، ولا في دار الكرامة والمصافاة، ولا في ساحة النظر إلى وجهك الكريم.

اجعلنا يا مولانا من أعظم الناس مرافقةً لهذا الحبيب الكريم، ثبّتنا على صراطه المستقيم، وأعِد علينا عوائد خُلقه العظيم، حتى تنزع منا كل ما يقطعنا عن الرُّقِي في تلك المراقي، والشرب من ذلك الشراب الرحيق الصافي، الذي تسقيه من صفَّيتهم في الظاهر والخافي.

يا كريم يا غني يا شافي، يا رحمن يا رحيم يا كافي، كُن لنا بما أنت أهله، وأصلح لنا الشأن كله، واجعل لهذا الحفل بهذه المناسبة خيرات كبيرة، مُقدمةً للاحتفال باختتام صحيح الإمام البخاري الذي مرَّ بعد السنوات على ختمه على يد هذا الشيخ المِفضال، اللهم اجعل في ذلك الختم من أسرار العناية والرعاية ما تكشف به الظنون والوهم، وتكشف به الكَرب والهمّ والغمّ، عنا وعن أمة الحبيب الأكرم، وما تُصلح به الأحوال، وما تدفع به الأهوال، وما ترفعنا به إلى المراتب العوالي.

يا بارئ العرش، يا رب العرش العظيم، مددنا أيدينا إليك والحال لا يخفى عليك، فانظُر يا ربنا إلينا، فانظُر يا ربنا إلينا، فانظُر يا ربنا إلينا، بعين رحمتك وعنايتك الكبيرة، وسِر بنا في خير سيرة، واجعلنا من عابديك على بصيرة، ومن الداعين إليك على بصيرة منيرة.

اللهم سُرَّ بهذا الجمع قلب حبيبك المصطفى ﷺ، اللهم أقِرَّ بهذا الجمع عين حبيبك المُجتبى ﷺ، اللهم أقِرَّ به أعين أهل العباء، وسادتنا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان الشهيد وعلي المرتضى، والحسنين الأكرمين والعشرة المبشرين بالجنة، وأهل بدر وأهل بيعة العقبة، وأهل أُحد وأهل بيعة الرضوان، وأصحاب نبيك المصطفى وآل بيته الطاهرين.

اللهم وافتح أبواب الفرج للأمة، واكشف الغمة، واجل الظلمة، وعامِل بمحض الجود والرحمة، يا مجيب دعوة الداعين، يا مُلبِّي إجابة الطالبين، يا مغيث المستغيثين. 

يا سريع الغوث غوثاً منك يدركنا سريعاً ** يهزم العسر ويأتي بالذي نرجو جميعاً

يا قريباً يا مجيباً يا عليماً يا سميعاً ** قد تحققنا بعجزٍ وخضوعٍ وانكسارِ

قد كفاني علم ربي من سؤالي واختياري

لم أزل بالباب واقِف فارحمن ربي وقوفي ** وبوادي الفضل عاكف فأدِم ربي عكوفي

ولِحُسن الظن ألازم فهو خِلّي وحليفي ** وأنيسي وجليسي طول ليلي ونهاري

قد كفاني علم ربي من سؤالي واختياري

حاجة في النفس يا رب فاقضِها يا خير قاضي

حاجة في النفس يا رب فاقضِها يا خير قاضي

حاجة في النفس يا رب فاقضِها يا خير قاضي ** وأرِح سري وقلبي من لظاها والشواظ

في سرور وحبور وإذا ما كنت راضي ** فالهنا والبسط حالي وشعاري ودثاري

قد كفاني علم ربي من سؤالي واختياري

ربي فاجعل مجتمعنا غايته حُسن الختامِ

واعطنا ما قد سألنا من عطاياك الجسامِ

واكرم الأرواح منا بلقاء خير الأنامِ

واكرم الأرواح منا بلقاء خير الأنامِ

واكرم الأرواح منا بلقاء خير الأنامِ

وابلغ المختار عنا من صلاة وسلامِ

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)

كما هيأت هؤلاء الأحباب لحمل أمانة راية حبيبك المصطفى محمد ﷺ الذي أنزلت عليه الكتاب؛ فثبتهم وانصرهم وأعنهم واشرح صدورهم، وخذ بأيديهم وألف ذات بينهم، وانشر بهم الهدى وادفع عنا وعنهم وعن الأمة كل زيغ وردى، يا عالم ما خفي يا عالم ما بدا، برحمتك يا أرحم الراحمين. 

بسر الفاتحة إلى حضرة النبي المصطفى محمد ﷺ، الفاتحة.

___

مقطع: انظر يا ربنا إلينا (من دعاء الحبيب عمر بن حفيظ في الهند) - English, Indonesian, & Malayalam Translation

https://omr.to/india1446-4