(230)
(536)
(574)
(311)
من كلمة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في افتتاح مجالس زيارة شعب النبي هود عليه السلام، ضحى يوم الثلاثاء 3 محرم 1446هـ:
الله يجعلها ساعات تنقية وتصفية لجميع بواطننا، حتى لا يبقى فيها عائق ولا يبقى فيها حاجز، ولا يبقى فيها قاطع يقطعنا عن رضوان الله عنا، وعن قربنا منه، وعن معرفته الخاصة ومحبته الخالصة، ونرجع بالخِلع الثمينة التي يخلعها الله تبارك وتعالى على محبوبيه، ويأتون بها في القيامة مُستبشرين مُكرَمين، ولكل خِلعة نسبة في القرب من زين الوجود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، والورود على حوضه المورود والاستظلال بظل لوائه المعقود.
أمَّا الحوض فلكل نبي حوض يَرِد عليه من مات على الإيمان من أمته، وأمَّا لواء الحمد فله وحده، وكل الأنبياء تحته وكل الرسل تحته، سيدنا آدم وسيدنا شيث بن آدم وسيدنا إدريس وسيدنا نوح، وسيدنا هود وسيدنا صالح ومن بعدهم كلهم تحت هذا اللواء، كلهم تحت لواء نبينا محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، ويا له من مجمع! من لم يحضر تحت هذا اللواء لا يدخل الجنة -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، فيجتمع جميع أهل الجنة تحت هذا اللواء الأنبياء وأتباعهم، قال ﷺ: "ولواء الحمد بيدي يوم القيامة، آدم فمن دونهُ تحت لوائي".
وإنما يكون الظفر بالنصيب تحت هذا اللواء من خلال هذه الوفادات، من خلال هذه الزيارات، من خلال هذه النفحات، من خلال هذه التجليات، وتخلع عليك من الخِلَع ما يوجب الاتصال بالحبيب الأرفع ﷺ، الذي ضم الله فيه كل الفضائل وجمع ﷺ.
تَجمّعَ الحُسن فيه فهو واحده ** جلوهُ في صورة فاقت على الصورِ
الله يكرمنا وإياكم بسرور قلبه بنا وبما يؤتينا الله في هذه المنازل، حتى لا يبقى فينا من قول ولا فعل ولا عمل إلا قُرة عين له ﷺ، ويفعل كذلك بأهلينا وبأهل ديارنا، وبأولادنا وبطلابنا وبأحبابنا.
العناية ساقتكم حتى حضرتم فتوجّهوا إلى هذا الرحمن، واسألوه لكم ولهذه الأمة أن يكشف الغمَّة ويجلي الظلمة، ويدفع النقمة ويبسط بساط الجود والرحمة، ويتم علينا وعلى الأمة النعمة يا أكرم الأكرمين.
أيدي الفقر إليك امتدت وأنت الغني، فارحمنا في فقرنا بغناك المُطلق يا غني، أيدي العاجزين امتدت إليك وأنت القادر، فارحم عجزنا بقدرتك يا قادر، اللهم أيدي الضعفاء امتدت إليك وأنت القوي، فارحم ضعفنا بقوتك يا قوي، وثبِّتنا على الحق فيما نقول، وثبتنا على الحق فيما نفعل، وثبتنا على الحق فيما نعتقد.
ونغنم ساعتنا بتوجّهنا إلى ربنا بتجديد توبتنا ونقول جميعًا: نستغفر الله العظيم، نستغفر الله العظيم، نستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، ربنا لا تجعل فينا قلبًا إلا مُنقَّى عن الذنوب، ليس فيه ذرّة إصرار على صغيرة ولا على كبيرة.
يا إلهنا انظر إلى قلوبنا في مجمعنا، صغيرنا وكبيرنا، إنسنا وجِننا، اللهم لا تدع قلبًا مؤمنًا بك في ساعتنا هذه إلا نقَّيته عن عُقدة الإصرار على أي ذنب، صغير أو كبير، قليل أو كثير، سرًا أو جهرًا، يا حي يا قيوم يا خير الغافرين، اجعلها توبة مقبولة، اجعلها توبة مرفوعة القدر عندك، اجعلها توبة تمحو بها ما مضى وتحفظنا بها فيما بقي، اجعلها توبة لا نقض لعقدها ولا نكث لعهدها ولا إخلاف لوعدها، توبة الصادقين، يا تواب تب علينا وارحمنا وانظر إلينا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وثبِّت قدم كل واحد منا على ما هو أحب لك وأرضى لك، في جميع ما يقوله ويفعله وينويه ويعتقده ويأخذه ويتركه ويتحرك فيه ويسكن.
يا حي يا قيوم، توجهنا بالآمال إليك والحال لا يخفى عليك، فجد يا جواد بالجود الذي ما له مِن نفاد، نسعد به أعلى الإسعاد في الدنيا والبرزخ ويوم المعاد، حتى لا تُخلِّف منا أحد عن ركب خير العباد، في مواقف القيامة كلها، وعند المرور على الصراط وعند الدخول إلى الجنة، وفي ساحة النظر إلى وجهك الكريم.
فيا رب اجمعنا وأحبابًا لنا ** في دارك الفردوس أطيب موضعِ
فضلًا وإحسانًا ومَنًّا منك يا ** ذا الجود والفضل الأتم الأوسعِ
وعجِّل بالفرج لهذه الأمة، ائذَن اللهم بظهور رايات حبيبنا محمد ﷺ في جميع الأقطار وفي جميع البلدان، وأذن يا ربي بِقمع الفُجار والكُفار المعتدين والظالمين، والغاصبين والمؤذيين والناشرين للفساد، اللهم أمهلتهم فطال الإمهال فعجِّلِ اللهم بقمعهم يا ذا الجلال، اقطعهم واردعهم وامنعهم عنا وعن ديارنا وعن أهلينا وعن أولادنا وعن المسلمين بما شئت وكيف شئت، يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، عجِّل بالفرج للأمة واكشف جميع الغمة، يا جالي كل ظُلمة، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، بنداء نبيك المعصوم والنبي هود والأنبياء والصالحين تداركنا والأمة، أغثنا والأمة، واكشف عنا كل ظلمة، وادفع كل مُدلهمة، يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وكانت زيارة الفتح والاستفتاح والحمد لله تمت بتراتيبها التي كان عليه من سبق أجمعين، الله يقبلنا بالقبول التام الكامل الحسن، ويبارك لنا البركة التامة الواسعة في جميع شؤوننا وأحوالنا، ومعكم بعد هذا الدعاء واستراحتكم في أماكنكم، تعرفكم على أماكنكم واستراحتكم فيها، وصلاة الظهر في مسجد النور تكون في الساعة الواحدة، وأما الروحة في الساعة الرابعة إن شاء الله نصلي العصر وتكون الروحة، والاجتماع في القبة نصلي المغرب ونكون بين المغرب والعشاء في هذه القبة.
الله يرفعنا إلى أعلى الرتبة، الله يغفر لكل منا ذنبه، الله يهيئ لكل منا أمرًا رشدًا، يرقى به مراقي السعداء، هاهنا وغدًا، يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم.
03 مُحرَّم 1446
22 جمادى الأول 1446
اختتام شرح كتاب "إتحاف السائل" للإمام الحداد، في الدورة العلمية في موسم شهداء مؤتة الأبرار لعام...
20 جمادى الأول 1446
بحمد الله عز وجل ورعايته وتوفيقه وصل العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ إلى مدينة تريم، بوادي حضرموت...