فوائد من: الدرس الثاني للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ

 في كتاب: صلة الأهل والأقربين، بتعليم الدين للحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر

في مسجد الحسين بن طلال، عمّان، ضمن دروس الدورة العلمية في موسم شهداء مؤتة الأبرار رضي الله عنهم

 فجر الجمعة 10 جمادى الأولى 1445هـ

〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️

- عَيش المؤمن في سُنن نبيه مجال قُربه من الرحمن، وتذوّق حلاوة هذا الدنو والقرب والتعرض للمعرفة الخاصة والمحبة الخالصة في دوائر ( فاتبعوني يحببكم الله )، فيجب أن يكون عند المؤمن عناية بالسنن وولع بها واهتمامُ بشأنها؛ فإنها ميدان علامة صدقه، وعلامة حبه، فإن مَن أحب الرحمن.. أدى الفرائض وعشق السنن تقرُّبا إلى الله الخالق جل جلاله متبعا للهادي لأقوم سنن حبيبه المصطفى خاتم إنبائه وإرساله صلوات ربي وسلامه عليه.

- سنن الوضوء كثيرة، ذكر منها: السواك، والسواك قال فيه ﷺ: "لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" فلم يأمرهم أمر إيجاب رحمة منه وخوفا للمشقة عليهم، ولكنه ندبنا إلى ذلك وأمرنا أمر ندب وسنة، فما أجدرنا أن نقر عينه ونلبي ما أحبه ونحرص عليه عند كل وضوء.

- يسن السواك كذلك في مواطن كالصلاة، والنوم والاستيقاظ منه، ودخول البيت وقراءة القرآن.. مواطن يتأكد فيها، فالاستياك في كل حال من سنته ﷺ، ومن استاك للاتباع وتطييب مجرى الذكر الذي هو الفم واللسان.. لقي الثواب والأجر عند الله تبارك وتعالى.

- من فوائد هذا السواك أنه يُذكِّر الله به الشهادة عند الموت للمؤمن بواسطة استعماله، فيذكرها عند الموت ويختم له بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله) فضلا من الله تبارك وتعالى.

- من سنن الوضوء كذلك البسملة، وفي قول عند الحنابلة أنها واجبة أن يسمي الله عند الوضوء، وجاء في حديث عند الإمام أحمد وإن ضعّفَ سندَه في قوله ﷺ: "لا وضوء لمن لم يسمَّ الله" وحمله عامة الأئمة على كمال الوضوء، فيصح الوضوء بدون ذكر البسملة ولكنها سنة مؤكدة في بداية الوضوء (بسم الله) أو بإكمالها : (بسم الله الرحمن الرحيم).

- إذا نسي البسملة أول الوضوء.. يأتي بها ولو في أثنائه (بسم الله أوله وآخره) كما يفعل ذلك في الطعام، ويزيد في الطعام أنه إذا تذكرها ولو بعد الفراغ من الطعام أن يأتي بها تداركا؛ فإن الشيطان الذي هو قرينه وأكل معه من الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه.. يتقيؤه إذا أتى بها بعد ذلك، وليس ذلك في الوضوء لا تدارك فيه؛ لأنه قد نال وسوسته منك فماذا ستعمل الآن ولا يمكن أن يتقيأ وسوسته!

- حريٌّ بالمؤمن ألا يلبس إلا بالبسملة، وألا يأكل إلا بالبسملة، وألا يشرب إلا بالبسملة، وألا يتوضأ إلا بالبسملة، وألا يدخل ويخرج إلا بالبسملة، سنة المصطفى ﷺ وفيها حفظ وحراسة للمؤمن.

- ورد أنه التقى شيطانان، أحدهما كان سمينا دهينا ريانا، والآخر كان هزيلا جائعا أشعث، فيقول صاحبه لِم أنت بهذه الصورة؟ قال أنه عند رجل كلما أكل قال بسم الله فأظل جائعا، وكلما شرب قال بسم الله فأظل عطشان، وكلما لبس قال بسم الله فأضل عريان، وكلما ادهن قال بسم الله فأضل شعثا، فقال الآخر وأنا عند رجل لا يذكر اسم الله على شيء من ذلك، فأشاركه في طعامه وشرابه ومنامه ودهنه ولباسه وحتى أهله! والعياذ بالله تبارك وتعالى.

- من سنن الوضوء والغسل المضمضة والاستنشاق، وأوجبها بعض العلماء في الوضوء، وأوجبها الحنفية في الغسل إذْ أخذوا عموم قوله سبحانه: {وإن كنتم جُنبا فاطّهّروا} وفي الوضوء قال: {فاغسلوا وجوهكم} فلم يدخل في ذلك الفم ولا باطن الأنف، وأفضل الكيفيات ما ورد عنه ﷺ أنه يأخذ الماء بكفه اليمنى فيتمضمض ببعضه ويستنشق بالباقي، وهكذا ثلاث مرات.

- من سنن الوضوء عند غير المالكية: مسح جميع الرأس أي أن يعم بالمسح جميع رأسه، والمالكية أوجبوا ذلك، وقالوا في معنى قوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} الباء للإلصاق لذا وجب استيعاب مسحه، وبقية المذاهب قالوا أن الباء للبعض، يعني بعض الرأس.

- من سنن الوضوء الدلك، وهو إمرار اليد على العضو الذي يغسله لكمال التنظيف وللتأكد من وصول الماء إلى بشرة هذا العضو، وهذا عند المالكية فرض حتى على المغتسل لابد أن يدلك جسده، ومن السنن كذلك الموالاة التي هي أيضا فرض عند المالكية، وهي أن يوالي بحيث لا يفصل بين غسل عضو وعضو.

- يجب على من عليه غُسل من حائض انقطع حيضها ومِن نُفساء ومَن عليه جنابة أن يعم بالماء جميع أجزاء البدن، وينبغي أن ينوي رفع الحدث الأكبر عند الاستنجاء؛ فإن موضع الاستنجاء لا يصله الماء وهو يغتسل قائما بل وحتى في الانغماس لا يستوعبه، فيحتاج عند الاستنجاء أن ينوي رفع الحدث الاكبر عن موضع الاستنجاء.

- يسن على من عليه جنابة أن يتوضأ، ويكون قبل الغسل ويجوز بعده، وهل يندرج الوضوء في الغسل؟ اختلف الفقهاء وقال الشافعية ومن وافقهم أنه يندرج الوضوء في الغسل فيرتفع الحدث الأصغر بالأكبر، وشرط ذلك ألا يتعرض لناقض أثناء الغسل، فإن مس ذكره أثناء الغسل.. انتقض عليه الوضوء ووجب أن يتوضأ، والا فالأصل سنة الوضوء مع الغسل.

- بعض النساء يحفظن القرآن ويخشين في فترة الحيض التي قد تستمر إلى سبعة أيام أو أكثر أو أقل أن تهجره فيها فيضعف حفظها، فالطريقة لها أن تسمعه من شريط ونحوه، أو تقرأه بقلبها دون لسانها.

- الحائض إذا انقطع عنها الدم في وقت صلاة يسعها أن تصليها.. فعليها أن تصليها، وإن كانت هذه الصلاة تُجمع مع ما قبلها كالعصر مع الظهر أو العشاء مع المغرب.. فإنها تخاطب بأداء الصلاتين، صلاة الوقت والصلاة التي قبلها.

- إهمال الصلاة عن وقتها من الذنوب، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، وجاء في تفسير قوله تعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال ﷺ: يؤخرونها عن وقتها، فلهم الويل، وقيل أن ويل اسم وادي في جهنم، وإن كان الذي يؤخر الصلاة يكون له هذا الويل.. فكيف بمن يتركها ولا يبالي!

- الصلاة لا يجوز تركها لمن عقل، بل لا تسقط حتى وقت الجهاد والتحام الحرب، بل ويسن لهم الجماعة ويعذرون في الكر والفر وأن يضرب ويقفز لحاجة القتال، ولا يعذرون في الصياح! ويعذرون إن تقدم الإمام أو تأخر، ويعذرون في استقبال القبلة أو لا يستقبلونها، فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها حتى في الحرب، ويجوز لهم الجمع.

لمشاهدة الدرس كاملا:

https://youtu.be/dn5eyaqDTmA

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #صلة_الأقربين #الأردن #عمان #موسم_مؤتة #دورة_علمية #رحلة #رحلة_دعوية #زيارة #الحبيب_عمر #habibumar #habibumarbinhafidz #Jordan #mutah #retreat