دعوات مباركة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، ضحى الجمعة 10 ذو الحجة 1446هـ

نص الدعاء مكتوب:

يا واسع العطاء، يا خفي الألطاف، يا حيُّ يا قيّوم، يا سريع الإسعاف، يا جزيل الإتحاف، يا عالِمًا بالظاهر والخاف، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. أرسلتَ إلينا المصطفى المختار محمد صلى الله عليه وسلم فأشرقت لنا الأنوار، وانبسطت به الخيرات الواسعة في السرّ والإجهار.

فصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على عبدك الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه، وآبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك وآلهم وصحبهم، وعلى جميع التابعين لهم بإحسان، وملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين.

نصيب يوم العيد المبارك

اللهم هذا يومٌ مباركٌ ميمون، المسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضِك، يشهد السائل منهم والطالب والراغب والراهب، وأنت الناظر في حوائجهم؛ فنسألك بجودك وكرمك وهوان ما سألناك عليك، أن تصلي على سيدنا محمد ﷺ وآله.

ونسألك اللهم ربنا بأن لك الملك ولك الحمد، لا إله إلا أنت الحليم الكريم، الحنّان المنّان، ذو الجلال والإكرام، بديع السماوات والأرض، مهما قسمتَ بين عبادك المؤمنين من خيرٍ أو عافيةٍ أو بركةٍ أو هدًى، أو عملٍ بطاعتك، أو خيرٍ تمن به عليهم، تهديهم به إليك، أو ترفع لهم عندك درجة، أو تعطيهم به خيرًا من خير الدنيا والآخرة، أن توفِّر حظوظنا وأنصِباءنا يا كريم.

ونسألك اللهم ربنا بأن لك الملك ولك الحمد، لا إله إلا أنت، أن تصلي على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد عبدك ورسولك وحبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك، وعلى آل سيدنا محمد الأبرار الطاهرين الأخيار، صلاةً لا يقوى على إحصائها إلا أنت.

وأن تُشركنا في صالح دعاء من دعاك من أهل الوقوف بعرفة، وأهل الطواف، وأهل الزيارة لحبيبك محمد، وجميع عبادك الصالحين في هذا اليوم وفيما قبله وما بعده من عبادك المؤمنين يا رب العالمين، وأن تغفر لنا ولهم، إنك على كل شيء قدير.

النوسل إلى الله والافتقار إليه

إليك تعمَّدنا بحاجاتنا وبك أنزلنا اليوم فقرنا وفاقاتنا ومسكنتنا، وإنّا بمغفرتك ورحمتك أوثق مِنّا بعملنا، ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبنا، فصلِّ على سيدنا محمد وآل محمد، وتولَّ قضاء كل حاجة هي لنا، بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك، وبفقرنا إليك وغِناك عنّا.

فإنّا لم نُصِب خيرًا قط إلا منك، ولم يَصرِف عنّا سوءًا قط أحدٌ غيرك، ولا نرجو لأمرِ آخرتنا ودنيانا وأنفسنا وأهلينا وأولادنا وطلابنا وأحبابنا وزمننا وأهل زمننا إلا أنتَ، لا نرجو سواك.

اللهم مَن تهيّأ وتعبّأ وأعدّ واستعدّ لوفادةٍ إلى مخلوق رجاء رِفده ونوافله وطلب نيله وجائزته، فإليكَ يا مولانا كانت اليوم تهيئتنا وتعبئتنا وإعدادنا واستعدادنا، رجاء عفوك ورِفدك وطلبنا إليك وجائزتك.

اللهم فصلِّ على سيدنا محمد وآل محمد، ولا تُخيِّب اليوم ذلك مِن رجائنا، يا من لا يُحفيه سائل ولا ينقصه نائل، فإنّا لم نأتِك ثقةً منّا بعملٍ صالحٍ قدّمناه، ولا شفاعة مخلوقٍ رجوناه إلا شفاعة محمد وآل بيته وصحابته وورثته، عليه وعليهم سلامك.

أتيناك مُقِرّين منكسرين خاضعين، نرجو عظيم عفوك الذي عفوتَ به عن الخاطئين، ثم لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجُرم أن عُدتَ عليهم بالرحمة والمغفرة، فيا مَن رحمته واسعة وعفوهُ عظيم، يا عظيم يا عظيم، يا كريم يا كريم، صلِّ على سيدنا محمد وآل محمد، وعُد علينا برحمتك، وتعطَّف بفضلك، وتوسَّع علينا بمغفرتك.

اللهم إن هذا المقام في المتوجّهين إليك، والمتذلّلين لديك، اللهم أكرِمنا بأصفى مُصافاتك، وأثبتنا في أهل عنايتك ورعايتك، وارزقنا التأييد والتسديد.

اللهم اجعلهُ من أبرك الأعياد علينا وعلى أمة حبيبك محمد خير معلّمٍ وهاد، في كل خاف وبادِ. اللهم وفِّر حظّنا من هذا اليوم وما قبله وما بعده، واجعلها أيامًا ترفع بها الغضب عنّا وعن المؤمنين، وترُدّ بها عنا كيد المعتدين الظالمين الغاصبين المفترين المجترئين، اهزمهم وزلزلهم وخالف بين وجوههم وكلماتهم، وخُذهم أخذ عزيزٍ مقتدر.

نستهديك فصلِّ على سيدنا محمد وآله واهدِنا.

ونستنصرك فصلِّ على سيدنا محمد وآله وانصرنا.

ونستجير بك اليوم من سخطك، فصلِّ على سيدنا محمد وآله وأجِرنا.

ونسألك أمناً من عذابك، فصلِّ على سيدنا محمد وآله وأمِّنّا.

ونسترحمك فصلِّ على سيدنا محمد وآله وارحمنا.

ونستكفيك فصلِّ على سيدنا محمد وآله واكفِنا.

ونسترزقك فصلِّ على سيدنا محمد وآله وارزقنا رزقك الحلال الواسع، الظاهر والباطن، يا حيّ يا قيّوم.

ونستعينك فصلِّ على سيدنا محمد وآله وأعِنّا.

ونستغفرك لما سلف من ذنوبنا، فصلِّ على سيدنا محمد وآله واغفر لنا.

ونستعصمك فصلِّ على سيدنا محمد وآله واعصمنا.

يا الله، يا الله، يا رب يا رب يا حنّان يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، صلِّ على سيدنا محمد وآله واستجب لنا جميع ما سألناك وطلبنا إليك ورغبنا إليك، وأرِده وقَدِّره واقضِه وأمضِه، وخِر لنا فيما تقضي منه، وبارك لنا في ذلك، وتفضّل علينا، وأسعِدنا بما تُعطينا منه، وزِدنا من فضلك وسَعة رحمتك وسعة ما عندك، فإنك واسعٌ كريم. وصِل ذلك بخير الآخرة ونعيمها، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.

الدعاء للأمة

امتدّت الأيدي إليك، والحال لا يخفى عليك، أنقِذ الأمة، اكشف الغُمّة، ادفع البَليّة، اكشف الرزيّة، أصلِح الظاهرة والخفيّة، اجعل حوائجنا من حيث أحاط بها علمك على خير الوجوه مقضيّة، وبلِّغنا أقصى الأمنيّة.

واحفظ حُجّاج بيتك وزائري نبيّك، ورُدّهم إلى أوطانهم سالمين، واحمِهم واحرسهم في الظاهر والباطن، وافتح بهم أبواب الفرج للمسلمين، والغياث للمؤمنين.

نظرتك يا رب لأهل الشام واليمن، ترفع عنهم الهمّ والغمّ والكدر والحزن، ولأهل المشارق والمغارب من أمة حبيبك محمد أطيب الأطايب.

نظرة تُزيل العنا ** عنّا وتُدني المُنى ** منّا وكل الهناء ** نُعطاه في كل حين

اجعله من أبرك الأعياد علينا وعلى أمة حبيبك في الخافي والباد، وبلِّغنا المراد، وأسعِدنا بأعظم الإسعاد، وزوِّدنا بأشرف زاد. واجعلها أيامًا وليالي عطاء واسع من حضرتك، تكفينا به الأسواء، وتقينا به الضرّ في السرّ والنجوى، وتُخلع علينا بها أسنى خِلع التقوى.

ولا تجعله آخر العهد من هذا العيد، وزِدنا منك يا ذا المزيد، ما أنت أهله يا حميد يا مجيد، يا برّ يا ودود، يا فعّال لما تريد، وعامِلنا بالفضل وما أنت له أهل، وأذِقنا لذّة الوَصل، واربطنا بخاتم الرُّسل، واجعلنا منه على بال في الأيام والليال في كل حينٍ وحال، وأصلِح لنا به جميع الأحوال في الدنيا والمآل، يا جزيل النوال، يا ذا العطايا الجزال، يا حيّ يا قيّوم، يا أرحم الراحمين. 

وارحم موتانا وأحيانا برحمتك الواسعة، ارفعنا مراتب قُربك الرافعة في عافية.