الميزان والفرقان في انشغال الإنسان فكراً وسلوكاً بمقتضى وحي الرحمن أو إملاء المفسدين

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الروضة بحارة عيديد، مدينة تريم، 29 ذي القعدة 1442هـ بعنوان:

الميزان والفرقان في انشغال الإنسان فكراً وسلوكاً بمقتضى وحي الرحمن أو إملاء المفسدين

 

نص الخطبة:

 

الخطبة الأولى:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الحمد لله.. الحمد لله المَلِكِ الحَقِّ المبين، جامع الأولين والآخرين ليوم الدين فالحاكمُ بينهم ولا معقِّب لحكمه، لا إله إلا هو أكرمُ الأكرمين وأحكمُ الحاكمين، وأشهد أن لَّا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، فاز المقبلون عليه بالصدقِ واليقين، وخاب المعرضون وأهلُ الظنِّ والفسادِ والتَّخمين، وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا وقرةَ أعيننا ونورَ قلوبنا محمدًا عبدُه ورسوله ونبيُّه وحبيبُه وصفوتُه الأمين، ختم به النبيين وجعله سيدَ المرسلين وإمامَ الأولين والآخرين. اللهم أدم صلواتِك على النورِ المبين الهادي إليك سيدِنا محمد، وعلى آلِه الأطهار وأصحابِه الأخيار، ومَن والاهم فيك وعلى منهاجِهم سار، وعلى آبائه وإخوانه مِن الأنبياء والمرسلين معادنِ الصدقِ والأنوار، وعلى آلِهم وصحبِهم وتابعيهم، والملائكةِ المقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

أما بعد عبادَ الله: فإني أوصيكم وإيَّايَ بتقوى الله.. فاتقوا اللهَ عبادَ الله وأحسِنوا يرحمْكُم الله {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} واعلموا أنَّ: (مَن اتقى الله عاشَ قويا وسار في بلاد الله آمنا)،

ومَن ضيَّعَ التقوى وأهملَ أمرها ** تَغَشَّتْهُ في العُقبَى فنونَ النَدَامِةِ

ألا يا عبادَ الله: وإنَّ من أعلى مجالي تقوى الحقِّ سبحانه وتعالى أن يضبطَ الإنسانُ انطلاقَه في الحياة وشُغلَه فيها بما دعاه إليه الرَّبُّ الذي خلَق، وبما شَرَعَ له الإلهُ الذي أوجدَ وأنشأ، وبما جعل له فيه القدوةَ عبدَه المصطفى وحبيبَه المنتقى سيدَ أهلِ التُّقَى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها المؤمنون بالله: الانشغالُ فكراً والانشغالُ عملاً وقولاً بما يُملَى على النفوسِ الانشغالُ به من قِبَلِ النفوسِ ومن قِبَلِ الأهواء ومن قِبَلِ شياطين الإنسِ والجنِّ بمختلفِ أطروحاتِهم وبرامجِهم ونشراتِهم وإذاعاتِهم هو البُعد عن حقيقةِ التقوى، وهو الانسِيابُ وراءَ الفساد، هو الانجرافُ وراءَ المحذورات والفتَن وما يَضُرُّ في السِّرِّ والعلن، هو الخطرُ الذي به تقوى النفسُ والهوى وتَغلِب داعيَ العقل والتقوى.

هذا الانسيابُ والانسياق وراءَ التأثُّر والانشغالِ بما يَشغلُنا به عدوُّ الله وجندُه ويوكِّل به أنفسُنا الأمارة بالسوء حتى تَنقَضِيَ بذلك أعمارنا العزيزة الغالية وتذهبَ بذلك وتمرَّ أيامُنا وليالينا الغالية الشريفة؛ سوءٌ يُحِيطُ بمَن غَفِل ومَن جَهِل! مَن غَفِلَ عن الله وتعليماته وتوجيهاته وجَهِلَ الحقيقةَ في القصدِ مِن خلقِه وإيجاده! والقصدِ مِن خَلْقِ الوجودِ مِن بين يديه.. أرضٌ وسماء وما بينهما لم يخلقْهُما إنسيٌّ ولا جنيٌّ ولا مَلَكٌ ولا مَن سواهم مِن بقيَّة أجناسِ الوجود، ولم يخلقْهم الذي خلقَهم الواحدُ المعبود؛ إلا لشغلِنا بتقواه، وطلبِ رضاه، والعمل بما دعانا إليه على أيدي رُسلِه وأنبياه صلوات الله وسلامه عليهم.

أيها المؤمنون بالله: ويتجلَّى ذلك في مثل هذه المواسمِ الكريمةِ والأيامِ العظيمةِ الفخيمة، منها أشهرُ الحجِّ والأشهر الحُرُم، ومِن بينها وفي ضمنِها ووسطها وفي أثنائها العشرُ الأُوَلُ مِن ذي الحجة المميَّزةِ المُعَزَّزَةِ المُكَرَّمَةِ المُعَظَّمَةِ المُقسَم بها مِن قِبَلِ اللهِ في كتابِ الله القرآن الكريم.

أيها المؤمنون بالله: كيفية استقبالها وما يُنشَغَلُ به فيها.. كم نسبةُ الذين صَغَت قلوبُهم لنداءِ الحقِّ وما أمرَهم مِن الشغلِ به.. فلهم في هذه الليالي ذكرٌ كثير، وحظٌّ مِن العبادةِ وَفير، وعمَلٌ صالح، ونصيبٌ من الصيام والقيام، والصدقةِ والصلة للأرحام، وخدمةِ الهدى والإسلام.. كم نسبةُ هؤلاء إلى مُنشغلين في العشر وقبلَها وبعدها بلعبٍ وقصَّاتٍ وزخارفَ وأنواعٍ مِن الألعاب! بل وبذنوبٍ ومعاصي وسيئاتٍ للألسنِ والأعيُنِ والآذانِ وبقيَّةِ الأعضاء وللقلبِ الذي ينظر إليه الرَّبّ! احتقاراً لِمَا عَظَّم! تعظيماً لِمَا حَقَّر! اهتماماً بما هو هيِّنٌ وحقير! وإنصاتٌ وإصغاءٌ لأقوالِ الغافلين والمفسدِين على ظهرِ الأرض! وشغلٌ به بمختلفِ الوسائل حتى فيما يتعلَّقُ بصحةِ الأبدان أو صحَّةِ الأديان -وهما شأنان خطيران لم يُغفِلْهُما الإلهُ الرحمن- وقد جاء بها دينُ الله وشريعتُه مِن لدن آدمَ إلى محمدِ الخاتم صلى الله عليه وسلم بالمحافظةِ على الأديانِ والأبدان، وعلى العقولِ والأرواح؛ بالمحافظةِ على هذه الكُلّيَّات والانتباهِ منها والقيامِ بحقِّها. وشَرَعَ اللهُ جَلَّ جلاله في شريعتِه على يدِ كُلِّ رسولٍ ما يصونُ العقولَ والأديان، وما يصونُ الأعراضُ وما يصونُ الأبدان، وما يصونُ الأرواحَ والنفوسَ مِن أن تُزهَقَ بغير حق، أو يُستخَفُّ بها، أو يُمضَى بها إلى الضرِّ والفسادِ والمرضِ والشرِّ -بكلِّ معانيه- تكفَّلت شرائعُ الله بذلك. فما يوجدُ من الوسائل وسيلة لها أثرٌ صحيحٌ قويمٌ لا خَلْطَ فيه ولا خَبْطَ ولا كذبَ ولا غشَّ في صلاحِ دينٍ ولا صلاحِ بدنٍ ولا صلاحِ عقلٍ ولا حمايةِ روحٍ وعِرضٍ إلا والشرائعُ متكفِّلة بفتحِ الباب للأخذِ به ولتسيِيره على الوجهِ الأتمِّ الأجملِ الأفضل.

أمَّا الدَّعاوى.. أمَّا الادعاءاتُ في حفظِ الأبدان وصحةِ الإنسان أو غيرِها بأطروحات أو مشروعات يشرعُها المفسدون لا تخلُو مِن كذب وغِشٍّ ودجلٍ وما إلى ذلك؛ فما لها في شريعة الله جَلَّ جلاله مجالٌ به تُستقبَل. ولقد جاءتِ الشرائعُ بالتحذيرِ مِن كُلِّ الأضرارِ والمفاسدِ التي تُفسِد عقلَ الإنسان أو جسمَه أو قلبَه وتنالُ الإضرارَ بدينِه أو الإزهاقَ لروحِه على ظهرِ هذه الأرض.

أيها المؤمنون بالله: والذين تأثروا بهذه الدواعي واشتغلوا بها ادِّعاءً للحفاظِ على الأبدان أو ادِّعاءً لفائدةِ النفسِ وتروُّحها أو مواصلة سعيٍّ حثيثٍ وراءَ جمعِ الأموال والتمتُّع بالمُتَعِ الفانيات التي لا تقفُ عند حدِّ الخيرِ والمصلحةِ وتوصلُ الإنسانَ إلى أنواعٍ مِن الشرِّ والمفاسدِ؛ إنها دعوةُ الفساد على ظهرِ الأرض يستجيبُ لها الكثيرُ والكثيرُ مِن رجال المسلمين ونسائهم غفلةً وجهالةً! فلولا الغفلةُ لامتلأتِ القلوبُ بأنوارِ ذكرِ الذي يذكرُ مَن ذكَره ويشكرُ مَن شكرَه ولا يضيعُ أجرَ مَن أحسن ولا يَكِلُ مَن تَوَكَّلَ عليه ولا يخيِّب رجاءَ مَن رجاه، وهو "الله" تباركَ وتعالى!

غَفِلُوا عن الذكرِ بمعنَيَيه؛ انشغالٌ بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير والحوقلةِ والحسبنة والقراءة للقرآن وأنواع العبادات. وانفتاحٌ للوعي والفهم -على معانيها-، وعظمةِ الإله، وعظمة لقائه، والاستعدادِ لذلك، غفلةٌ عن المعنيَين عن النَّوعين مِن الذكرِ للرحمنِ جلَّ جلاله. وجهالةٌ بمقصودِ الخلْق، وحقائقِ منهاجِ الرَّب، ودقائقِ منافعِها وفوائدِها دنيا وآخرة، قلباً وبدناً، روحاً وجسداً، حِسَّاً ومعنىً، فإنَّ ربَّ الجميعِ العالمَ المحيطَ علمُه بالجميع هو الذي خلَق {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، والشغل بما شغلنا به جلَّ جلاله مِن الذكرِ ومِن العلمِ النافعِ المفيد الدالِّ على المسلكِ القويمِ الرشيد في الفكرِ والقَولِ والعَمل.

أيها المؤمنون بالله: ولقد دعانا الحقُّ إلى الانشغالِ بما أوحَى وبما شرَع، والتقيُّد بذلك، وأن يكونَ مصدرُ انطلاقِنا في الحياة، ونُحَكِّمَ في ذلك رسولَه الذي بعثَه هادياً بشيراً ونذيراً {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

ولقد أُمِرنَا بكثرةِ التهليلِ والتسبيحِ والتحميدِ في أيامِ العشرِ على الخصوصِ كما أُمِرنا بالإكثارِ مِن ذلك على وجه العموم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، ثم وجدنا خلالَ اليوم والليلة ساعات، ثم وجدنا خلالَ الأشهرِ والسنة أياماً معدودات وأياماً معلومات أُمِرنَا فيها بكثرة الذكر {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} ثم جاء الأمر العظيمِ البديعِ الوسيع: (ما من أيامٍ العمل الصالح أحبُّ إلى الله فيهنَّ من أيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال نبيُّنا: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرجَ يخاطرُ بمالِه ونفسِه ثم لم يرجعْ مِن بذلك بشيء)  ( فأكثِروا فيهنَّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير).

هكذا جاءنا الأمرُ عن البشيرِ النذيرِ والسراجِ المنير، وقال: (يعدلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيامِ سنة، وقيام كلِّ ليلة منها بقيامِ ليلةِ القدر)، وقال في صومِ يوم عرفة: (إني أحتسبُ على اللهِ أن يكفِّرَ ذنوبَ السنةِ التي قبلَه والتي بعدَه).

أيها المؤمنون بالله: شغلٌ به شُغِلنا على يدِ "محمد" بأمرِ ربِّه الذي خلقه وخلق كل شيء؛ لا يجوز أن نغفلَ عنه وأن نتجاهلَه وأن نُهملَه ثمَّ نُلبِّي الاشتغالَ بما يشغلُنا به السفهاء والفُسَّاقُ على ظهرِ الأرض فكراً وأعمالاً!

أيقظِ اللهم قلوبَ المسلمين، وادفعِ البلاءَ عن المؤمنين، واجعل هوانا تبعًا لما جاء به نبيُّك الأمين برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

والله يقولُ وقولُه الحقُّ المبين: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

وقال تباركَ وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}

أعوذ بالله مِن الشَّيطان الرَّجيم:

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

وقال تعالى: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *  إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ *وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}

باركَ الله لي ولكم في القُرآنِ العظيم، ونفعَنا بما فيه مِنَ الآياتِ والذكرِ الحكيم، وثبَّتَنا على الصراطِ المستقيم، وأجارَنا من خِزيهِ وعذابِه الأليم.

أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولوالدينا ولجميعِ المسلمين فاستَغفِروه، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ مُقَلِّبِ القلوبِ على ما يريد؛ فمِنها موفَّقٌ سعيدٌ، ومنها شقيٌّ بعيدٌ، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له المبدىءُ المُعيد، الفعَّالُ لما يريد، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا وقرةَ أعيُننا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسوله، سيِّدُ أهل حقيقةِ التوحيد وأكرمِ مقتدًى به في الأقوالِ والأفعالِ والمنهجِ الرشيد. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك المصطفى سيدِنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه ومَن سار على منهجِهم السَّديد، وعلى آبائه وإخوانِه مِن الأنبياءِ والمرسلين ساداتِ أهلِ الهدى وآلهم وصحبِهم، والملائكة المقرَّبين وعبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم يا عالمَ ما خَفِيَ وما بدا.

أما بعد عباد الله: فإني أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله.

ولقد سمعتُم أقواماً انشغلوا بغيرِ -بل بضد- ما شغلَهم به الله على أيدي مرسلين جاءوا إليهم؛ عاد وإرم ذات العماد وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، فأبَوا إلا الانشغالَ بما تُملِيه وتُوحِيه النفوسُ والأهواءُ والشياطين وانشغلوا بذلك وكذَّبوا الرسلَ وأبَوا أن يُطيعوهم {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} وهذه النتائجُ والعواقبُ ليست لهم وحدَهم؛ لكُلِّ الخَلقِ لكُلِّ المكلفين في مختلف الأزمان والأماكن {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} -جلَّ جلاله-.

ألا: فاتَّقوا اللهَ فيما تُشغِلُونَ به أفكارَكم وتُسيِّرون فيه أسماعَكم وأبصارَكم وبقيَّةَ أعضائكم، وأقيموا شعارَ التبعيَّة لخيرِ البريَّة في هذه العشرِ المُقبِلَةِ علينا وعلى الأمة. مَوْسِمٌ مِن المواسمِ جعلَ الله فيه لنا هذا العام مِن أقوى العِبَر وأعظمِ العِبَر؛ هذا النقصُ الحاصلُ بسببِ هذا البلاءِ الذي يُذكَر وهذا الوباء الذي يُشهَر على ظهرِ الأرض؛ فأن يَنقُصَ الوفادةُ مِن كُلِّ فَجٍّ عميق والوفادة مِن شرقِ الأرضِ وغربِها على بيتِ ربِّ المشارق والمغارب، والجمعِ الذي يُشرَبُ به المَثَلُ في جموعِ المسلمين في شرقِ الأرض وغربِها هو أمامَكم عبرةٌ لمَن اعتبر! وذكرى لمن ادَّكر! وهو أمامكم مُحرِّكٌ لبواطنِ وكوامن الصدقِ مع الله لكُلِّ صادق، والنَّدَمِ والحسرة، والاستغفار والرَّجعةِ إليه -جلَّ جلاله- مِن كُلِّ متأمَّلٍ، من كُلِّ مُتَنَبِّهٍ، من كُلِّ متوجِّهٍ، من كُلِّ مدركٍ مَن الذي خلقه ولماذا خلقه على ظهرِ الأرض.

فرَّج الله كروبَ المسلمين ودفعَ البلايا عنهم والآفاتِ والشدائد.

ألا: ولقد شُرِعَ لنا على خصوصِ الذكرِ في أيامِ العشر، وسمعتُم قوله {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} هي أيام العَشر، وفيها فجرُ يومِ عرفة المُقسَم به، وفيها الشفع: يوم النحر، وفيها الوتر: يوم عرفة، هذه الأيام شُرِعَ لأهلِ الإسلام ذكرُ اسمِ "الله" على بهيمةِ الأنعام -الإبل والبقر والغنم- ما أباح اللهُ سبحانه وتعالى أكلَه مِن هذه اللحوم لبني آدم؛ بخَلقِه لها وتسخيرِه لها وإباحتِه لعبادِه أن يأكلوها، في إشارةٍ إلى عظَمَةِ التشريع، وعجائبِ المنهجِ البديع، ووحدانيةِ الخالقِ المبدىءِ المُسَخِّر المُيَسِّرِ المدبر، شُرِعَ لهم كلما رأى إنسانٌ جمَلا أو بقرةً أو غنمةً أن يُشهِرَ التكبيرَ في أيام العشر على وجهِ الخصوص "الله أكبر"، وسُنَّ لمَن لم يُرِدِ الذهابَ إلى الحج ولم يذهبْ إلى حجِّ بيتِ الله ولكن أراد أن يُضحِّي بشيءٍ من هذه الأنعام أن يَكُفَّ عن الأخذِ مِن شعرِه وظفرِه مِن أول يومٍ مِن أيامِ العشر إلى أن يَنحَرَ أضحيتَه، وفيه ربطٌ معنويٌّ بتشبُّهٍ بالحجاجِ الذين حُرِّمَ عليهم في الإحرامِ قَصُّ الأظافر وإزالة الشعور، إلى أن يأتِيَ موسمُ النَّحر بعد رجوعِهم مِن عرفة ونحرِهم في مِنى {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا} {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَن أراد الأضحيةَ أن لا يمسَّ شيئًا مِن شعرِه وظُفُرِهِ حتى يضحِّيَ أضحيتَه.. سنَّةً مِن سننِ سيدِنا رسولِ الله.

ولقد كان يخرج ابنُ عمر وأبو هريرة أيامَ العشرِ إلى السوقِ لا غرضَ لهم في السوقِ إلا رؤية الأنعام وإشهارِ التكبيرِ للمَلِكِ العلَّام، فيكبِّرون ويكبِّرون ثم يعودون؛ شعائر للمؤمنين، شغلٌ بذكرِ ربِّ العالمين، تنميةٌ للإيمانِ واليقين، تطهيرٌ للقلبِ عن الأدران، وارتقاءٌ في المعرفة، ارتقاءٌ في معاني الذكر والعلم، والعلم بأسرارِ الخَلْقِ والإيجاد، والعلمِ بشريعةِ الذي خلَق وأوجد، والعلمِ بعظمةِ المرجعِ والمآبِ والمعاد؛ هي العلومُ التي يتميَّز بها أهلُ الإيمان ويرتقونَ في مراقي الإحسان إلى خالصِ العرفان.

أيها المؤمنون بالله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فاصدقوا واتقوا الله، ولا تشغلوا أنفسكَم ولا تأذنوا لها ولا لأهلِكم وأولادِكم أن يشتغلوا بما يُملِي عليكم وحيُ إبليس وجندِه مِن الشُّغلِ بالبطالة، والشُّغلِ بقطيعةِ الأرحام، والشغلِ بإهمالِ الصلوات، وقلَّةِ ذكرِ ربِّ الأرض والسماوات، والشُّغلِ بالألعابِ في الليلِ وفي النهار، ومتابعاتِ كرةٍ وغيرِ كرة في ليالٍ شريفةٍ هي موطنُ الارتقاءِ بالتسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتصفيةِ للفؤاد، اُستُبدلت بكأس كفار وفجار يلعبون على عقولِ الناس به! إذا نظر العقلُ لم يَدرِ ما المصلحةُ ولا ما الفائدةُ ولا ما المكسبُ ولا ما النتيجةُ ولا ما الثمرةُ ولا ما العائدةُ التي تعودُ إلا إضاعةٌ للفكرِ وإضاعةٌ للوقتِ وإضاعةٌ للعمر، وبعدٌ عن الانشغال بما يجب وبما ينبغي وبما يفيد وبما يَرفَع!

ألا: فاتقوا اللهَ واشتغلوا ما بِه شغلَكم، وبما دعاكم أن تشتغلوا به مِن ذكرٍ، وصلاةٍ، وقيامٍ، وصيامٍ وعبادةٍ، وصلةِ أرحامٍ، وإحسانٍ إلى الجيران، وتفقُّد المحتاجين، والتلاوة، وتعلُّم العلم النافع، وكثرة الذكرِ في الأيام المعلومات، والاستعداد للعيد بطلب المزيد بالانتهاج في المنهج الرشيد.

اللهم اجعله موسمًا إن نَقَصَ علينا فيه مظاهرُ الوفادة على بيتك فعوِّضنا اللهمَّ وفادةَ الأنوار إلى القلوب لتخرجَ مِن ظلماتِها وأوهامِها وخيالاتِها وسلطةِ عدوِّك وأعدائك عليها.

يا مقلِّبَ القلوب أيقِظ قلوبَ المسلمين وأحيِها بعد موتِها، احيِها بأنوارِ العلم واليقين، وأنوارِ المعرفةِ والانتهاجِ في النَّهجِ القويم، حوِّل أحوالَ المسلمين إلى أحسنِ حال، وعوِّضنا خيراً في أعوامِنا المقبلات، وادفع عنَّا وعن المؤمنين جميعَ الأهوالِ والآفات، وأدِم حفظَ الحرمين الشريفين وسلامتَهما وأهليهما مِن الشرور وكُلِّ محذور، وفرِّج كروبَ الأمة في جميعِ المشارقِ والمغاربِ في البطونِ والظهورِ، يا حيُّ يا قيُّوم يا قويُّ يا قدير.

وأكثِروا الصلاةَ والسلام على إمامٍ ما مثلُه من إمام جعلَه ربُّكم خيرَ الأنام، ووعدكم على متابعتِه أن يحبَّكم بنفسِه ويهبَكم الغَفرَ للآثام، ويهبَكم مِن سِرِّ محبَّتِه مالا يدخلُ تحت الحَصْرِ ولا القَصْرِ ولا الظنونِ ولا الأوهام {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} فإنَّ أولاكم به يومَ المحكمةِ الكبرى ويومَ فصلِ القضاء أكثرُكم عليه صلاةً وسلاماً في هذه الليالي والأيام (إنَّ أولى الناسِ بي يومَ القيامة أكثرُهم عليَّ صلاة) و (مَن صلَّى عليَّ مرةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشرا) وحسبُكم ما ناداكُم به ربُّ العرش ربُّ السماواتِ والأرض بعد أن ابتدأ بنفسِه وثنَّى بملائكتِه وأيَّهَ بالمؤمنين فقال مُخبِراً وآمراً لهم تكريماً:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

اللهم صلِّ وسلِّم على الرحمةِ المُهداةِ والنِّعمةِ المُسدَاةِ والسراجِ المنيرِ عبدِك البشيرِ النذيرِ سيدِنا محمد، وعلى الخليفةِ مِن بعدهِ المُختار، مؤازرِه في حالَيِ السَّعةِ والضِّيق، خليفةِ رسولِ الله سيدِنا أبي بكر الصديق، وعلى الناطِقِ بالصواب، حليفِ المحرابِ، أميرِ المؤمنين سيدنا عمرِ بن الخطاب، وعلى مُحيِي الليالي بتلاوةِ القرآن، مَنِ استحيَت منهُ ملائكةُ الرَّحمن، أميرِ المؤمنين ذي النُّورَين سيدِنا عُثمانَ بنِ عفَّان، وعلى أخِ النَّبيِّ المصطفى وابنِ عمِّه، ووليِّهِ وبابِ مدينةِ علمِه، إمامِ أهلِ المشارق والمغارب، أميرِ المؤمنين سيِّدنا عليِّ بن أبي طالب.

وعلى الحَسَنِ والحُسينِ سيِّدَي شبابِ أهلِ الجنَّة في الجنة، وريحانتَي نبيِّك بِنَصِّ السُّنة، وعلى أمِّهِما الحَوراءِ فاطمةَ البَتولِ الزَّهراء، وعلى أخواتِها، وعلى خديجةَ الكبرى وعائشةَ الرضى وأمهاتِ المؤمنين، وعلى الحمزةَ والعباس، وسائرِ أهلِ بيتِ نبيِّك الذين طهَّرتَهم مِن الدَّنَسِ والأرجاس، وعلى أهلِ بيعةِ العقبَةِ وأهلِ بدرٍ وأهلِ أُحدٍ وأهل بيعة الرِّضوان وسائرِ الصَّحبِ الأكرمين، ومَن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ وانصُرِ المسلمين، اللهم أذلَّ الشركَ والمشركين، اللهم أعلِ كلمةَ المؤمنين، اللهم دمِّر أعداءَ الدين، اللهم أشغِل قلوبَنا وأفكارَنا وجوارحَنا بما يُوجِبُ الفوزَ الأكبرَ في الدنيا ويومَ القيامة وندرك به المِنَنَ والمواهبَ والكرامة، وأعِذنا مِن موجباتِ الحسرةِ والخُسرِ والندامة.

اللهم أيقِظ قلوبَ الأمةِ وخلِّصها مِن انشغالِها بما يضرُّها وبما يعودُ بالسوءِ عليها في حاضرِها وعواقبِ أمرِها، اللهم حوِّل أحوالَهم إلى أحسنِ الأحوال، وادفع عنَّا وعنهم جميعَ البلايا والأهوال، واكفنا شَرَّ ما تأتي به الأيامُ والليال، اللهم أيِّدنا مِن عندِك بتأييد، وسدِّدنا بأتمِّ تسديد، وثبِّتنا على المَنهجِ القويم الرشيد، يا مبدىءُ يا معيدُ يا فعَّالُ لما يريد، يا مقلِّبَ القلوبِ والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينِك.

اللهم رُدَّ كيدَ أعدائك أعداءِ الدين، ولا تُبلِّغهم مُراداً فينا ولا في أحدٍ من المسلمين بقُدرتك يا قويُّ يا متين، يا أرحمَ الراحمين.

نسألكَ لنا وللأمة مِن خيرِ ما سألكَ منه عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، ونعوذُ بك مما استعاذكَ منه عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، وأنتَ المستعان وعليك البلاغُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا بكَ يا عليُّ يا عظيم.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}

عبادَ الله: إنَّ اللهَ أمرَ بثلاث، ونهى عن ثلاث:

{إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكُرْكُم، واشكروه على نعمِه يَزِدْكُم، ولذِكرُ اللهِ أكبر.

للاستماع إلى الخطبة:

 

تاريخ النشر الهجري

01 ذو الحِجّة 1442

تاريخ النشر الميلادي

09 يوليو 2021

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام