حقائق الصلة بالله وولائه وشرف الارتباط بخاتم أنبيائه وفوارق ما بين فريق الجنة وفريق السعير
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات بدار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية، ليلة الجمعة 14 ربيع الثاني 1443هـ بعنوان:
حقائق الصلة بالله وولائه وشرف الارتباط بخاتم أنبيائه وفوارق ما بين فريق الجنة وفريق السعير
نص المحاضرة :
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمدُ لله على أنوارِ هداياتِه، وعجائبِ عناياتِه، وعظيمِ آلائه وآياته، لا إله إلا هو وحدَه لا شريكَ له الكفيلُ ببريَّاتِهِ، أرسل إلينا عبدَه خاتمَ النبوة وسيِّدَ أهلِ الفتوَّة "محمد" بعظيم مِنَنَنِه وهِبَاتِهِ وجزيلِ عطيَّاته.. فلله الحمدُ شكرا، ونسأله أن يصلِّيَ ويسلِّمَ على عبدِه خيرِ الورى الرَّاقي إلى أعلى الذُّرَى، صاحبِ مقام {أَوْ أَدْنَى} الشَّارِبِ مِن الكأس الأهنى. وما تهنَّأ لِمَلَكٍ ولا لنبيٍّ ولا لصِّدِّيقٍ شُربُهم إلا مِن فضلاته.
اللهم أدِم صلواتِك وزكيَّ تحياتك عليه في كُلِّ لمحَةٍ ونفسٍ، وعلى آله المطهرين وأصحابِه الغُرّ الميامين الشاربين مِن كؤوس المحبَّة والمعرفة واليقين بِيَدِ الحبيب الأمين، وعلى مَن والاهم فيك واتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من النبيين والمرسلين، وآلهم وصحبهم والتابعين، وعلى ملائكتِك المقرَّبين وجميعِ عبادك الصالحين، وعلينا وأهل جمعِنا ومَن يسمعُنا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا الله..
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وكأنَّكم بالأولين والآخرين في موقف القيامة ويُدعَى كُلُّ أُناسٍ بإمامهم، وإذا مجموع الجَمْعِ بفرقهم المختلفة فريقان {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}، أمَّا فريق الجنَّة فكلهم تحتَ لواء البشير النذير السراج المنير -صلى الله وسلم بارك عليه وعلى آله- اجعلنا منهم ومعهم وفي خيارِهم يا الله. وأمَّا فريقُ السعير فيضمُّ إبليسَ وأتباعَه من كُلِّ شريرٍ من الجنِّ والإنس مِن آل الطغيان، وآل الإلحاد وآل الفسوق، وآل الفجور، وآل الكبر، وآل الخداع، وآل الغِشِّ، وآل نشرِ الشَّرِّ، وآل الاعتداءِ على حقِّ غير الغير، وآل الضلال، وآل الفساد.. كلهم مجتمعون بفِرَقِهم وبقادتِهم وأئمَّتهم إلى نارٍ موقدةٍ تطَّلع على الأفئدة، فبئسَ المصير مصيرُهم، ويا ويلٌ لمَن مَالَ إليهم بلحظةِ بخاطر مِن خواطره أو أثرٍ مِن آثار بالِه!
ألا إنهم الذين حرَّم الرحمنُ علينا أن نواليَهم أو أن نودَّهم، فلا ولاءَ ولا مودَّة لمَن كفر بالرحمن ولمَن خالف سيِّدَ الأكوان -كائنا ما كان-! بأي مظهرٍ ظهَر، وبأيِّ صورةٍ تصوَّر!
نعم مِن أجل الله ورسولِه لهم مِنَّا دعوتُهم، وتمنِّي هدايتِهم، وإرشادِهم، وتمنِّي إنقاذِهم مِن الغيِّ الذي هم فيه، وإن كابرُوا وإن ادَّعوا أنَّ عندهم شرفاً أو عِزَّةً أو خيراً أو حُسنَاً -وما عندهم من ذلك ولا ذرَّة- لهم أن ندعوَهم وأن نتمنَّى هدايتَهم. أمَّا الولاء، أمَّا المودَّة.. فغالية في قلوبٍ خلقَها اللهُ لا تصلُح إلا له، ولمَن ودَّه مِن أنبيائه ورسلِه وحدهم -صلوات الله وسلامه عليهم وآلهم وصحبهم وأتباعهم- {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَٰكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
أمَّا مَن أصرَّ على الكفرِ وتكذيبِ محمد ومخالفةِ أمرِه والاستخفافِ بما جاء به فلا نصيبَ له في ولائنا، و: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ} -والعياذ بالله تباك وتعالى-
ويقول سبحانه: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ..} هؤلاء الثابتون الذين لا يودَّون إلا الله ورسوله والصالحين {أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} اللهم اجعلنا منهم وفيهم يا رب.
ويقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-
يقول سبحانه وتعالى: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ *وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} -والعياذ بالله جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} {مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
اللهم بالقرآن المُنزَل ونبيَّك المُرسَل الذي أنزلتَ عليه القرآن لا تجعل في مجمعِنا ولا مَن يسمعُنا أحداً مِن الخاسرين، واجعل جميعَ مَن حضر وجميعَ مَن يُتَابِع ويسمَع مِن المفلحين، يا ربَّ العالمين يا الله..
وسوابقُ الإسعاد من رَبِّ العباد تحدو أصحابَها بكلِّ قلب وبكل فؤاد؛ حتى تنزلَ في مثل هذه الرحاب، وتتصل بهؤلاء الأطياب؛ حتى يكون المآل والمآب حشراً مع سيدِ الأحباب، ودخولاً مع أربابِ الخير والثواب المتصلين بذلك الجناب، واستِظلالاً بظِلِّ لواء الحمد في يوم المآب.
اللهم أكرِمنا بذلك يا كريمُ يا وهَّاب.. يا الله .. يا الله
ولمثلِ هذه المواطن، ولمثلِ مكة والمدينة ومواطنِ أربابِ القربِ من الله تعالى سيَفِد الوافدون، وسَيَرِد الواردون، وسيَقدَم القادمون، وسيَصِل السائرون إلى الله والطالبون لِمَا عند الله ليدخلوا في الصَّفِّ الذي هيَّأهم اللهُ للدخول إليه مِن جملة الثمانين الصَّفِّ في يوم القيامة. فالناس يومَ القيامة أربابُ النار صفوفٌ كثيرة مختبِّطة مختلِطة يلعنُ بعضُهم بعضا، وأربابُ الجنة مائة وعشرون صفَّا، ثمانون مِن هذه الأمة، ويُعبَّأ الثمانون واستكمالهم في عصورِ الأُمَّة وقرونِها في طوالها.
ويكون الرَّبط والاتصال للإدراك المحلي في أحد الصفوف الثمانين: مِن خلال تعلُّقات القلوب، ووجهتِها إلى الرَّب، وورودها إلى مثل هذه الموارد، ومجيئها مِن هنا ومن هناك. ولا يزال الحقُّ سيجعل في زمنِنا أعداداً كبيرة ممَّن يهيِّئهم للصفوفِ الثمانين هذه.
الله يكرمنا بذلك..
وستشاهدون منهم.. وكلُّ مَن طال عمرُه منكم ألوفٌ يفدُون إلى هذه البلاد، والوافدون إلى الحرَمين، والوافدون إلى مواطنِ الأخيار هنا وهناك.. سيتوافدون، وسيتَّصِلُون، وسيُقبِلُون ويُقبَلون من قِبَل الذي يقول: (مَن تقرَّبَ إليَّ شِبْرَاً تقرَّبتُ ذِرَاعَاً، ومَن تقرَّب إليَّ ذِرَاعَاً اقتربتُ إليه باعَا، ومَن أتاني يمشي أتيتَه هرولة).
إنه ربي وربكم وربُّ كُلُّ شيء، إنه الكريم المُتَفَضِّل يتنزَّل لنا هذا التَّنَزُّل، ويجود علينا هذا الجود، ومَن نحن لولا إيجادُه لنا، ومَن نحن لولا هدايتُه لنا!
اللهمَّ لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا
فأَنْزِلَنْ سَكِينةً علينا ** وثبِّت الأقدام إن لاقينا
إنَّ الأولى قد بغوا علينا ** وإن أرادوا فتنةً أبينا
فثبِّتنا على الحقِّ فيما نقول، وثبِّتنا على الحقِّ فيما نفعل، وثبِّتنا على الحقِّ فيما نَعتَقِد، واسلُك بنا مسالكَ أهلِ الحق؛ حتى تحشرَنا مع زمرةِ أهلِ الحق في دائرةِ نبيِّ الحق، يا حقُّ يا وكيل، يا وليُّ يا كفيل، يا عظيم يا جليل، يا ذا العطاء الجزيل، يا حيُّ يا قيُّوم.. يا الله..
سعدتُم بدعائه، سعدتُم برجائه، سعدتُم بالتوجُّه إليه، يفتح لكم أبوابَه، ويسكب لكم ثوابَه، ويعطيكم بلا حساب مِن عطائه المُنسَاب، إنه ربُّ الأرباب، إنه مُسَبِّب الأسباب، إنه الغفورُ التوَّاب، إنه الله -تعالى في علاه-.
كم مقدارُ الجلوسِ بين يديه؟ كم ثمنُ التذلُّلِ بين يديه؟ كم يساوي الإقبالُ عليه!
يا ربِّ انظر إلى قلوبِنا فارزُقها صدقَ الإقبالِ عليك، ولا تُهِن مِنَّا قلباً بالإقبالِ على ما سواك.
اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلُّقِ بمَن دونك، واجعلنا مِن قومٍ تحبُّهم ويحبونك، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلُّق بمن دونك، واجعلنا من قومٍ تحبهم ويحبونك، اللهم نَزِّه قلوبنا عن التعلُّق بمن دونك، واجعلنا من قومٍ تحبهم ويحبونك {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
وإذا قرأتم {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} اعلموا أنَّ مُرَتِّبهم، ومُنَظِّمهم، ومُمَهِّد الأمر لهم، ومتولِّيهم، وخلفهم، وخلفيتهم، ومَن وراءهم، وناصرهم؛ هو، هو، هو -جلَّ جلاله-
فلتجتمع ترتيبات تكتيكات وتنظيمات آل الشرق وآل الغرب.. هؤلاء يُنَظِّم لهم الجبَّار الأعلى وستضمحِلُّ أمامهم كُلُّ تنظيمات الشرق وكلُّ تنظيمات الغرب {يَأْتِي اللَّهُ} قال لنا أنا بجيبهم {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} وهذه أوصافهم: {..أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ..} يا ذا الفضل تفضَّل علينا وآتِنا فضلَك العظيم {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} ونادوهم.. قولوا ارجعوا إلى العقل ارجعوا إلى المنطق.. تدعوننا لماذا؟ ونحن ندعوكم لماذا؟ {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وطائفة المنافقين؟ {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ * وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون} لو عندهم عقل أو إنصاف أو إنسانية حقيقية أو حقوق إنسان {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} وأقاويل على الخالق! وأقاويل على الأنبياء! وأقاويل على الصالحين باطلة وكاذبة {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ۚ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ..} إنصاف القرآن.. قال اللي عاد في قلبه خير منهم موجود عنده اقتصاد ويسمع الكلام ويهتدي إلى الحق و: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}
بعض الذين هم الليلة يهود وبعض الذين هم الليلة نصارى بعض الذين هم الليلة بوذيين بعض الذين هم الليلة ملحدين بعض الذين هم الذين الليلة هندوس -بعضهم- سيدخلون في هذا الدين، وسيذوق منهم مَن يذوق مِن هذا الذوق الثمين، وسيرتبطون بقلوب متصلة بالله سبحانه وتعالى {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}
والمهمة مهمَّتك أنت ومَن يتبعُك مِن بعد؛ لا تلتفوا لشرقي ولا لغربي ولا تبالوا بأحد {وَخَافُونِ} وحدي، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، بلَّغ رسول الله فلنُبَلِّغ من بعده ولنُبَلِّغ من ورائه بكُلِّ ما أوتينا للشرق والغرب وللإنس والجن {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} يعني نحن معشر البشر نحن معشر الإنس والجن نحن معشر المخلوقين لا حقيقةَ لنا، لا كرامةَ لنا، لا شرفَ لنا لا شيءَ عندنا صحيح حتى نتصلَ بربِّنا الذي خلقَنا ونعملَ بمنهاجه، أمَّا ننسى إلهَنا الذي خلقنا وكوَّنَنا ونغترَّ بشهواتنا وآفاتِنا وقوَّاتِنا المادِّيَّة فلسنا على شيء إذن! مَن نحن؟!
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
قال الله لي إرادة أنه ناس يختارون الكفر ويرتضون الكفر ويريدون الكفر ويحيَون عليه ويموتون عليه.. حطب جهنم، ولا تأسَ عليهم، بلِّغ فقط، انصح وارجُ الخير واترك أهلَ الطغيان والبغي والإصرار على الشر {فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ..} هذا الميزان.. يرجع إليه الأول والآخر، شرقي غربي، صغير كبير، حضاري غير حضاري.. يكون ما يكون؛ هذا الميزان: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} مرة يقولون بغينا من عند الله!! جاء النبي جاء لهم وحي وجاء نبي.. هذا يوافقنا وهذا لا يوافقنا هذا بغيناه هذا.. واللي ما تهواه أنفسهم: {فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ * وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ..} ظنوها أنها ستحلو لهم الحياة أو تطيب أو تمشي على مرادِهم {..فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} تخبَّطوا لمَّا ظهر قومٌ يقولون {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ..} وذا سيدنا عيسى المسيح والذي سينزل أيضا وسيُخَاطَب بهذا الخطاب وسيدعو إلى هذه الدعوة سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام {..وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ..} قال اعبدوا اللهَ ربي وربَّكم بينما هم يقولون المسيح ابن الله! الله هو المسيح ابن مريم!؟ ذا المسيح يقول لكم {اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ..} قال الله أنا خلقتُهم وكوَّنتُهم في العالم الجسداني أمامَكم بني بشر يأكلون الطعام.. ما المعنى؟ السنَّة التي جعلت عليها آكلي الطعام في الدنيا يحتاجون إلى أمعاء وإلى خروج فضلات.. فهل يصلح أن تكون هذه مع الألوهية أو مع الربوبية؟! هذا حق مخلوقين ولا حق خالق هذا؟ {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} استقيموا على المنهاج.. انتبهوا.. شوفوا التجارب قدَّامكم كثيرة في الأمم السابقة وفي تاريخنا نحن من أيام نبينا إلى اليوم.. كل الذين قصَّروا وضيَّعوا الأمانة خَسِروا الدنيا والآخرة، والذين ثبَتوا وصدَقوا سَعِدوا في الدنيا والآخرة..
فيَا رَبِّ ثَبِّتنا على الحَقِّ والهدى ** ويا ربِّ اقبضنا على خير مِلَّةِ
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..} اليهود والمشركين فيهم أكثرُ المُعادِين للدين والشريعة والنبي محمد والإسلام {..وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ..} القسيسين والرهبان، يعني آل العبادة والعلم فيهم متواضعين هؤلاء أقرب للمؤمنين؛ لأنهم بتواضعِهم وعلمِهم يطلبون الحق {ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} منهم الذين وفدُوا على النبي صلى الله عليه وسلم مِن نصارى الحبشة ومنهم الذين جاءوا من نجران من النصارى {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} يا رب أدخلنا مع القوم الصالحين {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
وهكذا إرشاد الله، توجيه الله، وتعليم الله. وأنعِم برب يُرشِد ويُبَيِّن ويُعَلِّم ويُذَكِّر وعلى لسانِ حبيبه محمد خاطبَنا وعرَّفنا.
ويجب على جميعِ أهل الإسلام أن يُعَظِّموا لغةَ القرآن مِن أجل القربِ مِن معرفة الآيات. مهما شُرِحَت معانيه باللغات المختلفة فلتُشرَح وفيها خير وبركة؛ ولكن أخير وأبرك أن يفهموا نفسَ معاني الألفاظ التي تلفَّظ بها لسانُ محمد وخرجت مِن بين شفتيه، وعيَّنها الله له على لسان جبريل وقال له قل له كذا كذا فنطق بها صلى الله عليه وسلم؛ هذه في معرفتها المباشرة خير أكبر ونور أعظم. فعلى كلِّ مؤمن في الأرض أن يحملَ في قلبِه تعظيمَ هذه اللغة، ومعرفةَ قدرِها، ومعرفةَ شأنِها، ومحبَّتها، ويتمنى بمعرفتِها أن يُبَاشِر معاني كلماتِ الله كما تلفَّظ بها محمدُ بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-.
الحمد لله جامعِكم على هذه الخيرات، وعلى إنذارِ محمد وتبشيرِه، وعلى تزكيتِه وتعليمِه، وعلى ما بُعِث به، وعلى عنايته، وعلى رعايته.
اللهم لك الحمد شكرا فحنِّن علينا روحَ نبيِّك محمد، عطِّف علينا قلبَ نبيِّك محمد، واجعلنا مِن رفقاء نبيِّك سيدنا محمد..
يا الله .. يا الله .. يا الله
فيَا ربِّ واجمعنا وأحباباً لنا ** في دارك الفردوس أطيب مَوْضعِ
فضلاً وإحساناً ومَنَّاً منك ** يا ذا الجود والفضل الأَتَمِّ الأوسَعِ
يا الله .. يا الله
رَبِّ أدخلنا جنانا أُزلِفَت للمتقينا ** إذ يُنادَون ادخلوها بسلامٍ آمنينا
واعفُ عنَّا وأجرنا أجمعينا ** من عذاب في جهنم أُرصِدَت للكافرينا
وعُتاةٍ فاسقين وبغاةٍ مجرمينا
رَبِّ أدخلنا جنانا أُزلِفَت للمتقينا ** إذ يُنادون ادخلوها بسلامٍ آمنينا
آمين، آمين، آمين..
وفرِّج كروبَ الأمة أجمعين، عجِّل بالفرج للمسلمين وبالغياث لأهل الدين، واجعل كلَّ حاضر وسامع مِن أنصارِك حقيقة وأنصارِ رسولِك حقيقة، موفياً بعهدِك محب لك، مِن قومٍ تحبُّهم ويحبونك {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} يجاهدون في سبيلِك ولا يخافون لومةَ لائم، ثبِّتنا على ذلك حتى نلقاك يا الله، ولا تُخَلِّف أحدا مِنَّا عن ركبِ الحبيب يومَ القيامة، وعن دائرتِه يومَ الطامَّة؛ حتى توردَنا حوضَه المورود، وتُظِلّنا بظِلِّ لوائه المعقود، وتُدخلنا معه جناتِ الخلود، يا بَرُّ يا ودودُ،
يا الله.. يا الله .. يا الله
الحمد لله على ساعات يتَّصلُ فيها تأمينُ الإنسِ وتأمينُ الجِنِّ بتأمين الملائكة والملأ الأعلى، اللهم أتمِم علينا النعمة، وزِدنا مِن فضلِك ما أنت أهله.
يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، جَمْعَاً في زمرة الأمين وأنت راضٍ عنَّا.
والحمد لله رب العالمين.
14 ربيع الثاني 1443