نجد دعوات كثيرة تحثُّ الشباب على عدم الزواج المبكر، وتدعو لتحرر المرأة.. فما رأيكم في ذلك؟

الشاب هو من وصَلْ إلى حدِّ البلوغ، سَواءً بالسن بأن أكمل خمسةَ عشر سنة أو بأي سبب من أسبابِ البُلوغ، والشباب هُم الموجَّه إليهم الخِطاب: ( يا مَعشرَ الشَباب منِ استطاع منكمُ الباءة فليتزوج فإنهُ أغضُ للبصر وأحصنُ للفَرج ومَنْ لم يَستطعْ فعليهِ بالصوم فإنهُ لهُ وِجاء) متفق عليه.
موضوع الزواج راجعٌ إلى النيات، وإلى تيسُّر الأسباب أيضا، وإلى حسنِ الترتيب من الناس. إنما العارُ أن يُخضعَ فيها لأقاويل من هم ليسوا في مَحل التوجِيه لنا معشرَ المُسلمين، ولا محل الأخذ برأيهم، أن يُحسِّنوا لنا- مِن غَير عُذر وبَغير وجهٍ صَحِيحٍ -  تأخيرَ الزواج، سَواء للشباب أو للشابات من بيننا، لمُجردِ دَعاوى يَدَّعُونَها، وكَلام يَقُولونُه، يَنقضهُ هَديُ النبي مُحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهديُ الصحابة والصالحِين والأخيار على مَدى القرون إلى زمننا هذا.
ونقول: تَختلف أَحوالُ الناس في القُدرة على الزواج، وفي تَيسير أموره، والذي ينبغي أن يُرشد إليه طوائفُ المسلمين في كل مكان، أَن يرجِعوا إلى السُّنة في تَخفيفِ المُهور، وتَيسير أسباب الزواج، وأن يبتعدوا عن التَعقِيدات التي لا فائدة منها، والتكلفات التي لا تُؤدي إلا إلى دُيون، وإلى كروب، وإلى أتعاب، وإلى مشاكل.. ومع ذلك كله، فمن تَيَّسر له الزواج مبكِّراً، كان رجلاً أو امرأة، فأنعِم بذلك، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (ثَلاثٌ لا تُؤخَِّروهُن: الجنازةُ إذا أتت، والصَّلاةُ إذا حَضرت، والأيَّم إذا وجدت كُفواً) رواه الترمذي، (أعظم النساء بركة أيسرهنَّ مئونَة) رواه والنسائي.. وفي رواية البيهقي وأحمد: أيسرهنَّ صداقا.
 ومِن أَوسط ما يكون، ومِنْ أَحسنه ما فعلهُ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مع بناته، ومع مَنْ زوَّجهنَّ، وكانت أَحب بناتهِ إليه فاطمة الزَّهراء كما نَعلم ذلك، فزوجَّها وهي ابنةُ خَمسةَ عَشر سَنة، على علي بن أبي طالب وهو ابنُ عشرين سَنة، فكان ذلك مِنْ أَوسطِ ألأعمار للبنات وللأبناء في مَسألةِ الزَّواج. بَعد ذلك يَقِل أويَكثر، فالعِبرة بمسألة التيسير، ومسألة حُسنِ الترتيب والتدبير، فيجب أن ينقاد طوائف المُسلمين إلى إرشاداتِ السنة، في تَيسير أُمور الزَّواج.
ولابُد أن يكون في العالَم طائفة قال الله عنهم (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) ولا يَقنعُون بالمَيل القَليل ( أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) يَقولون لكم: تَحرروا!! تَغتاظ قُلوبهم بأنه لا تَزال بلدانٌ مُحافِظة على الحِشمة، مُحافِظة على الحِجاب، لا يَختلط فيها الرجال بالنساء، ثم يرفعون شعارات.. من أمثال: لا تَظلموا المرأة .. تحرر المرأة !!.
نقول لهم: ليس عِندنا ظُلمٌ للمرأة، نحن أكرمناها، أعززناها، قدَّرناها، حجَّبناها، احترمناها.. ويقولون: لا لابد أن تحتك بالرجل، يجب أن تخرج من البيت، يجب أن تنزع حجابها، وإلا فقد ظلمتها!!
 عندنا في كَثير من بِلادِ المُسلمين.. كثير من أعمال الحياة قائمة على النساء، حتى في زِراعاتهم، في بَعض صِناعاتهم، لكن مَا فيها شيءٌ من التَّكشف ولا احتكاك ولا إثارة فتنة. يقولون: مظلومة المرأة مظلومة!! لابد أن تَعمل المرأة!! أي أنها تأتي بزِينتها لتفتن الشباب، ولو لم تشتغل.. فهي بذلك هَذهِ مُتقدِمة!!، أخذت حُريتها ! وحَصلت حقها في العَالَم!
إذن .. حقها في نظرهم هو فَسادُها! وإظهارُ فتنتها! ولتفتن غَيرها! وتُفسد البُيوت! وهذه حُقوقُ المرأة !! 
لكن الحقيقة أن الذي أعطى المرأة حُقوقها كما أعطى الرجل حقوقه، محمد بن عبد الله ، بأمر مِن الله تعالى خَالق الرجل وخَالق المرأة، فمن هُو أرحم برجل، أو أرحم بامرأة ؟  فلا أرحم من الله ، ولا أعلم من الله، ولا أحكم من نبيه مُحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهديه الكريم..